وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أمامة، عن جرير بن حازم، سمعت عثمان بن القاسم يقول: لمّا هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرَف، ودون الرَّوْحاء، فعَطِشَت، وليس معها ماء، وهي صائمة، فأجهدها العطش، فدُلّي عليها من السماء دلو من ماء، برشاء أبيض، فأخذته، فشربته، حتى رَوِيت، فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر، فما عَطِشت.
وأخرج ابن السكن بسند صحيح عن الزهريّ؛ أنَّها توفيت بعد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخمسة أشهر.
قال الحافظ: وهذا مرسلٌ، ويعارضه حديث طارق؛ أنَّها قالت بعد قَتْل عمر ما قالت، وهو موصول، فهو أقوى، واعتمده ابن منده وغيره، وزاد ابن منده بأنها ماتت بعد عمر بعشرين يومًا، وجمع ابن السكن بين القولين، بأن التي ذكرها الزهريّ هي مولاة النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأن التي ذكرها طارق بن شهاب هي مولاة أم حبيبة، بركة، وأن كلًّا منهما كان اسمها بركة، وتكنى أم أيمن، قال الحافظ: وهو مُحْتَمِلٌ على بُعْدٍ. انتهى من "الإصابة" باختصار (١).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال: