للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصحابيّ ابن الصحابيّ، عاش إلى خلافة عمر - رضي الله عنهم - (خ م د س) تقدم في "الإيمان" ٩/ ١٤٠.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من خماسيّات المصنّف - رحمه الله -، وفيه ابن المسيّب أحد الفقهاء السبعة، وفيه رواية الابن عن أبيه، وأن صحابيّه ليس له راو إلا ابنه، وأنه من المقلّين من الرواية، فليس له في الكتب إلا ثلاثة أحاديث فقط، حديث في وفاة أبي طالب عند الشيخين، والنسائيّ، وحديث الباب عند الشيخين فقط، وحديث عند البخاريّ فقط أن أباه جاء إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال له: "ما اسمك. . ." الحديث (١).

شرح الحديث:

(عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ) تقدّم أن كسر الياء المشدّدة هو الأصحّ من فتحها، أنه (قَالَ: كَانَ أَبِي) المسيِّب بن حَزْنِ (مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللهِ) وفي بعض النسخ: "النبيّ" (- صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ الشَّجَرَةِ) "أل" فيه للعهد الذهنيّ؛ أي: الشجرة المعروفة التي بايع تحتها النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أصحابه، كما قال - عز وجل -: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} الآية [الفتح: ١٨]. (قَالَ) المسيِّب (فَانْطَلَقْنَا)؛ أي: ذهبنا من المدينة إلى مكة (فِي قَابِلٍ)؛ أي: في السنة التي بعدها (حَاجِّينَ) بصيغة الجمع؛ أي: معتمرِين، أطلق على العمرة الحج؛ لأنه يجوز إطلاقه عليه، كما يقال: العمرة الحجّ الأصغر، (فَخَفِيَ عَلَيْنَا مَكَانُهَا) وفي رواية سفيان: "أَنَّهُمْ كَانُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الشَّجَرَةِ، قَالَ: فَنَسُوهَا مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ"، وفي رواية شعبة: "لقد رأيت الشجرة، ثم أتيتها بعدُ، فلم أعرفها"، وفي رواية للبخاريّ: "فرجعنا إليها العام المقبل فعَمِيت علينا"، وللبخاريّ من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "رجعنا من العام المقبل، فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله"، وذكر في "الفتح" أن الحكمة في ذلك هو أن لا يحصل بها افتتان لِمَا وقع تحتها من الخير، فلو بَقِيت لَمَا أُمِن تعظيم بعض الجهال لها، حتى ربما أفضى بهم إلى اعتقاد أن لها قوّةَ نفع أو ضرّ، كما


(١) راجع: "تحفة الأشراف" ٨/ ٣٨٦ - ٣٨٨.