للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الصحابي الجليل من السابقين الأولين، وأبوه صحابي أيضًا استُشهد بأُحُد، ومات حذيفة في أول خلافة عليّ - رضي الله عنهما - سنة ستّ وثلاثين (ع) تقدم في "شرح المقدمة" جـ ٢ ص ٤٥٧.

والباقون تقدّموا قبل باب.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأن شيخيه من التسعة الذين روى عنهم الجماعة بلا واسطة، وأن نصفه الأول مسلسلٌ بالبصريين، ونصفه الثاني بالكوفيين، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه حذيفة - رضي الله عنه - الصحابيّ الشهير، ذو مناقب جمّة، فقد صحّ في "صحيح مسلم" عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمه بما كان، وما يكون إلى أن تقوم الساعة، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ صِلَةَ) بكسر الصاد، وفتح اللام، (ابْنِ زُفَرَ) بضمّ الزاي، وفتح الفاء، (عَنْ حُذَيْفَةَ) بن اليمان - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) بفتح النون، وسكون الجيم: بلدة من بلاد هَمْدَان من اليمن، قال البكريّ: سُمّيت بِاسم بانيها: نَجْران بن زيد بن يَشْجُب بن يَعْرُب بن قحطان. قاله الفيّوميّ (١).

وقال في "الفتح": "نجران" -بفتح النون، وسكون الجيم -: بلدٌ كبيرٌ، على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتمل على ثلاثة وسبعين قريةً، مسيرة يوم للراكب السريع، كذا في زيادات يونس بن بكير بإسناد له في "المغازي"، وذكر ابن إسحاق أنهم وَفَدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وهم حينئذ عشرون رجلًا، لكن أعاد ذِكرهم في الوفود بالمدينة، فكأنهم قدموا مرتين، وقال ابن سعد: كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كتب إليهم، فخرج إليه وَفْدهم في أربعة عشر رجلًا، من أشرافهم، وعند ابن إسحاق أيضًا من حديث كرز بن علقمة: أنهم كانوا أربعة وعشرين رجلًا، وسَرَد أسماءهم. انتهى (٢).

وقال في "العمدة": "نجران" -بفتح النون، وسكون الجيم، وبالراء- بلد


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٥٩٤.
(٢) "الفتح" ٩/ ٥٢٨ - ٥٢٩، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٨٠).