الخبر، وخبرها مع أبي سفيان عند وروده المدينة بسبب تجديد الصلح في حال كفره مشهور. انتهى.
وقال الذهبيّ في "الميزان": وفي "صحيح مسلم" قد ساق له أصلًا منكرًا عن سماك الحنفيّ، عن ابن عبّاس -رضي الله عنهما- في الثلاث التي طلبها أبو سفيان. انتهى (١).
والحاصل: أن نكارة الحديث ظاهرة لا تخفي، والله تعالى أعلم.
أما جعفر: فهو ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصَيّ، أبو عبد الله ابن عمّ النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأحد السابقين إلى الإسلام، وأخو عليّ شقيقه، قال ابن إسحاق: أسلم بعد خمسة وعشرين رجلًا، وقيل: بعد واحد وثلاثين، قالوا: وآخى النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بينه وبين معاذ بن جبل، كان أبو هريرة يقول: إنه أفضل الناس بعد النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وفي البخاريّ عنه قال: كان جعفر خير الناس للمساكين، وقال خالد الحذاء عن عكرمة: سمعت أبا هريرة يقول: ما احتذى النعال، ولا ركب المطايا، ولا وطئ التراب بعد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أفضل من جعفر بن أبي طالب، رواه الترمذيّ، والنسائيّ، وإسناده صحيح.
وروى البغويّ من طريق المقبريّ عن أبي هريرة قال: كان جعفر يحب المساكين، ويجلس إليهم، ويخدمهم، ويخدمونه، فكان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يكنيه أبا المساكين، وقال له النبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أشبهت خَلْقي وخُلُقي"، رواه البخاريّ ومسلم، من حديث البراء -رضي الله عنه-.
وفي "المسند" من حديث عليّ رفعه: "أُعطيت رُفقاء نُجباء. . ." فذكره منهم.