وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[٥٦٠٠](٢١٤٤) - (حَدَّثنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: ذَهَبْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حِينَ وُلِدَ وَرَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي عَبَاءَةٍ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ:"هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ "، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَنَاوَلْتُهُ تَمَرَاتٍ، فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيه، فَلَاكَهُنَّ، ثُمَّ فَغَرَ فَاه الصَّبِيِّ، فَمَجَّهُ فِي فِيه، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ"، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
١ - (عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادِ) بن نصر الباهليّ مولاهم، أبو يحيى البصريّ المعروف بالنَّرْسيّ، ثقةٌ، من كبار [١٠](ت ٦ أو ٢٣٧)(خ م د) تقدم في "الإيمان" ٢٧/ ٢٢١.
٢ - (حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ) بن دينار، أبو سلمة البصريّ، ثقةٌ عابدٌ، أثبت الناس في ثابت، وتغيّر حفظه بآخره، من كبار [٨](ت ١٦٧) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٨٠.
٣ - (ثَابتٌ الْبُنَانِيُّ) ابن أسلم، أبو محمد البصريّ، ثقةٌ عابدٌ [٤] مات سنة بضع و (١٢٠) وله (٨٦) سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٨٠.
٤ - (أَنَسُ بْنُ مَالِكِ) بن النضر الأنصاريّ الخزرجيّ الصحابيّ الخادم الشهير، مات سنة (٢ أو ٣٩) وقد جاوز المائة (ع) تقدم في "المقدمة" ٢/ ٣.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، وهو (٤٣٠) من رباعيّات الكتاب، وأنه مسلسل بالبصريين، وفيه حماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت، وثابت ألزم أصحاب أنس - رضي الله عنه - له، صحبه أربعين سنة، وأنس هو الخادم المشهور خدم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، ونال دعوته المباركة، وهو أحد المكثرين السبعة، كما سبق غير مرّة.
(١) هكذا ترجم القرطبيّ رحمه الله، وهي أَولى من ترجمة النوويّ وغيره؛ لكونها مختصرةً شاملةً، فتنبّه.