رجل يستقسم بالأزلام، فقيل له: إن رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ها هنا، فإن قَدَر عليك ضرب عنقك، قال: فبينما هو يضرب بها؛ إذ وقف عليه جرير، فقال: لتكسرنّها، ولتشهدن أن لا إله إلا الله، أو لأضربنّ عنقك، قال: فكسرها، وشَهِد، ثم بعث جرير رجلًا من أحمس، يكنى أبا أرطأة إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يبشّره بذلك، فلما أتى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي بعثك بالحقّ ما جئت حتى تركتها كأنها جمل أجرب، قال: فَبَرّك النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحمس، ورجالها، خمس مرات. انتهى (١)، والله تعالى أعلم.
هو: عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، القرشيّ الهاشميّ، أبو العباس، ابن عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمه أم الفضل، لبابة بنت الحارث الهلالية، وُلد وبنو هاشم بالشِّعْب قبل الهجرة بثلاث، وقيل: بخمس، والأول أثبت، وهو يقارب ما في "الصحيحين" عنه: "أقبلت، وأنا راكب على حمار أتان، وأنا يومئذ قد ناهزت الاحتلام، والنبيّ - صلى الله عليه وسلم - يصلي بمنى إلى غير جدار. . ." الحديث، وفي "الصحيح" عن ابن عباس: "قُبِض النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأنا خَتين"، وفي رواية:"وكانوا لا يختنون الرجل حتى يُدرك"، وفي طريق أخرى:"قُبض وأنا ابن عشر سنين"، وهذا محمول على إلغاء الكسر.
وروى الترمذيّ من طريق ليث، عن أبي جهضم، عن ابن عباس؛ أنه رأى جبرائيل -عَلَيْهِ السَّلامُ- مرتين.
وفي "الصحيح" عنه: "أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ضمّه إليه، وقال: اللَّهُمَّ علِّمه الحكمة"، وكان يقال له: حبر العرب، ويقال: إن الذي لقّبه بذلك جرجير ملِك المغرب، وكان قد غزا مع عبد الله بن أبي سرح إفريقية، فتكلم مع جرجير،