وبالسند المتّصل إلى المؤلف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
[٤٥٣٣]( … ) - (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الأَحْزَاب، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ الأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ، وَزَلْزِلْهُمْ").
رجال هذا الإسناد: أربعة:
١ - (سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورِ) بن شعبة، أبو عثمان الْخُرَاسانيّ، نزيل مكة، ثقةٌ مصنّف، وكان لا يتراجع عمّا كتبه؛ لشدّة وثوقه به [١٠](ت ٢٢٧) أو بعدها (ع) تقدم في "الإيمان" ٦١/ ٣٣٨.
٢ - (خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عبد الرحمن بن يزيد الطحّان المزنيّ مولاهم، أبو الهيثم الواسطيّ، ثقةٌ ثبتٌ [٨](١٨٢)(ع) تقدم في "الإيمان" ٧٨/ ٤٠٧.
٣ - (إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ) البجليّ الأحمسيّ مولاهم، أبو عبد الله الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ [٤](ت ١٤٦)(ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٢٩٩.
والصحابيّ ذُكر في السند الماضي.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله كالإسنادين التاليين، وهو (٢٩٩) وهو أعلى الأسانيد له، كما تقدّم غير مرّة.
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الأَحْزَابِ) بالفتح: جمع حِزْب بكسر، فسكون؛ أي: القوم المتحزّبين، والمجتمَعين عليه، (فَقَالَ:"اللَّهُمَّ) أصله: يا ألله، فحُذفت "يا"، وعُوّضت عنها الميم، ولا يُجمع بينهما إلا في الشعر، كما قال في "الخلاصة":