للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ) بفتح أوله وثالله، وسكون ثانيه؛ أي: يجتهد، وفي "القاموس": جَهَدَ، كمَنَعَ: جَدَّ، واجتهدَ.

[تنبيه]: ذكر في "الفتح" أنه وقع في رواية أبي المليح بلفظ: "ثم لا يَجِدّ لهم" بجيم، ودال مشدّدة، من الجدّ بالكسر: ضدّ الهزل. انتهى (١).

قال الجامع: لَمْ أجد هذا اللفظ في النسخ التي بين يديّ من "صحيح مسلم"، بل كلّها بلفظ: "ثم لا يَجْهَد لهم"، ولعل صاحب "الفتح" - وهو إمام في النقل - وجد نسخة كما ذكره، والله تعالى أعلم.

وقوله: (وَيَنْصَحُ) تقدّم في الرواية السابقة إثبات الغشّ، وفي هذه الرواية نفي النصيحة، ومعنى الروايتين واحد؛ لأن الغشّ ضدّ النصيحة.

قال في "الفتح": ويحصل ذلك بظلمه لهم بأخذ أموالهم، أو سفك دمائهم، أو انتهاك أعراضهم، وحبس حقوقهم، وترك تعريفهم ما يجب عليهم في أمر دينهم ودنياهم، وبإهمال إقامة الحدود فيهم، ورَدْع المفسدين منهم، وترك حمايتهم، ونحو ذلك. انتهى (٢).

وقوله: (إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ) وللطبراني في "الأوسط": "إلَّا كَبَّه الله على وجهه في النار".

قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: قوله: "لَمْ يدخل معهم الجنّة" يُشير إلى صحّة ما ذكرناه، من أنه لا يدخل الجنّة في وقت دون وقت، وهو تقييد للرواية الأخرى المطلقة التي لَمْ يُذكر فيها "مَعَهم". انتهى (٣). والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.

(٦٧) - (بَابُ رَفْعِ الأَمَانَة، والإِيمَانِ مِنَ الْقُلُوبِ)

[٣٧٤] (١٤٣) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيةَ، وَوَكِيعٌ، (ع) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَش، عَنْ زيدِ بْنِ


(١) "الفتح" ١٣/ ١٣٧.
(٢) "الفتح" ١٣/ ١٣٧.
(٣) "المفهم" ١/ ٣٥٤ - ٣٥٥.