قالت: فلم يفعل، وكان أزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يَخرُجن ليلًا إلى ليل، قِبَل المناصع، فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة، فرآها عمر بن الخطاب، وهو في المجلس، فقال: عرفتك يا سودةُ؛ حرصًا على أن يُنْزَل الحجابُ، قالت: فأنزل الله - عَزَّ وَجَلَّ - آية الحجاب". انتهى.
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ) الدُّولابيّ، أبو جعفر البغداديّ، ثقةٌ حافظٌ [١٠](ت ٢٢٧)(ع) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٢٧.
والباقون ذُكروا قبل ثلاثة أبواب.
[تنبيه]: من لطائف هذين الإسنادين:
أنهما من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو (٤٣٧) من رباعيّات الكتاب، وفيه جابر - رضي الله عنه - أحد المكثرين السبعة، روى (١٥٤٠) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابِرٍ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا) أداة استفتاح وتنبيه، (لَا) ناهية، قوله:(يَبِيتَنَّ) مجزوم المحلّ، مبني على الفتح؛ لاتّصاله بنون التوكيد.
قال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: بَاتَ يَبِيتُ بَيْتُوتَةً، ومَبِيتًا، ومَبَاتًا، فهو بَائِتٌ، وتأتي