للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العلامة، ومنه أشراط الساعة؛ أي: علاماتها، والشُّرَط جمع شرْطة، مثل غُرفة وغُرَف، يُطلق على أعوان السلطان؛ لأنهم يجعلون لأنفسهم علامات يُعرفون بها.

(١) - (بَابُ اقْتِرَابِ الْفِتَنِ، وَفَتْحِ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ)

" يأجوج"، و"مأجوج" بغير همز لأكثر القراء، وقرأ عاصم بالهمزة الساكنة فيهما، وهي لغة بني أسد، وقرأ العجاج وولده رؤبة: أأجوج بهمزة بدل الياء، وهما اسمان أعجميان عند الأكثر، مُنعا من الصرف للعَلَمية والعُجمة، وقيل: بل عربيان، واختُلف في اشتقاقهما، فقيل: من أجيج النار، وهو التهابها، وقيل: من الأجة بالتشديد، وهي الاختلاط، أو شدة الحر، وقيل: من الأج وهو سرعة العَدْو، وقيل: من الأُجاج، وهو الماء الشديد الملوحة، ووزنهما يفعول، ومفعول، وهو ظاهر قراءة عاصم، وكذا الباقين إن كانت الألف مسهّلة من الهمزة، فقيل: فاعول، من يج مج، وقيل: ماجوج من ماج، إذا اضطرب، ووزنه أيضًا مفعول، قاله أبو حاتم، قال: والأصل: موجوج، وجميع ما ذُكر من الاشتقاق مناسب لحالهم، ويؤيد الاشتقاق، وقول من جعله من ماج إذا اضطرب، قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} [الكهف: ٩٩]، وذلك حين يخرجون من السدّ (١).

وقال في "الفتح": إنهم قبيلتان (٢) من بني آدم، ثم بني يافث بن نوح، وبه


(١) "الفتح" ١٦/ ٥٩٩ "كتاب الفتن" رقم (٧١٣٥).
(٢) وقال في "الفتح" في "كتاب الأنبياء" ٧/ ٦٣٩: ويأجوج ومأجوج قبيلتان من ولد يافث بن نوح، روى ابن مردويه، والحاكم، من حديث حذيفة مرفوعًا: "يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف رجل، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صُلبه، كلهم قد حَمَل السلاح، لا يمرّون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه، ويأكلون من مات منهم"، قال: وقد أشار النوويّ وغيره إلى حكاية من زعم أن آدم نام، فاحتلم، فاختلط منيّه بتراب، فتولّد منه ولد يأجوج ومأجوج من نسله، وهو قول منكَر جدًّا، لا أصل له إلا عن بعض أهل الكتاب، وذكر ابن هشام =