وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[٤٨٣١](١٨٦٩) - (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ).
رجال هذا الإسناد: أربعة:
١ - (يَحْيَى بْنُ يَحْيَى) التميميّ النيسابوريّ الإمام، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.
٢ - (مَالِكُ) بن أنس إمام دار الهجرة، تقدم قبل بابين. والباقيان ذُكرا قبله.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -؛ كلاحقه، وهو (٣٤٥) من رباعيّات الكتاب، وأنه أصحّ الأسانيد مطلقًا، نُقل عن البخاريّ - رحمه الله - أنه قال: أصحّ الأسانيد مالك، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، وأخرج الخطيب أنه قال لأبي زرعة الرازيّ: يا أبا زرعة ليس ذا زعزعة عن زوبعة، إنما تَرفع السِّتر، فتنظر إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابُهُ بين يديه:"حدّثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر"، ويُسمّى هذا السند بسلسلة الذهب (١).
شرح الحديث:
(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - أنه (قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يُسَافَرَ) بالبناء للمفعول، (بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ)؛ أي: إلى دار الحرب، زاد في الرواية التالية:"مخافةَ أن يناله العدوّ"، وفي الرواية الثالثة:"فإني لا آمن أن يناله العدوّ".
قال في "الفتح" بعد أن أورد رواية البخاريّ بلفظ المصنّف ما نصّه:
(١) راجع: "الكفاية في علم الرواية" للخطيب البغداديّ ١/ ٣٩٩، و"إسعاف ذوي الوطر في شرح ألفيّة الأثر" ١/ ٣١.