للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأورده ابن ماجه من طريق عبد الرحمن بن مهديّ، عن مالك، وزاد: "مخافة أن يناله العدوّ"، رواه ابن وهب، عن مالك، فقال: "خشيةَ أن يناله العدوّ"، وأخرجه أبو داود، عن القعنبيّ، عن مالك، فقال: قال مالك: أراه مخافة، فذكره، قال أبو عمر: كذا قال يحيى بن يحيى الأندلسيّ، ويحيى بن بُكير، وأكثر الرواة عن مالك جعلوا التعليل من كلامه، ولم يرفعوه، وأشار إلى أن ابن وهب تفرّد برفعها، قال الحافظ: وليس كذلك لِمَا قدّمته من رواية ابن ماجه، وهذه الزيادة رفعها ابن إسحاق أيضًا، كما تقدّم، وكذلك أخرجها مسلم، والنسائيّ، وابن ماجه، من طريق الليث، عن نافع، ومسلم من طريق أيوب، بلفظ: "فإني لا آمن أن يناله العدوّ"، فصحّ أنه مرفوع، وليس بمدرَج، ولعلّ مالكًا كان يجزم به، ثم صار يشكّ في رفعه، فجعله من تفسير نفسه. انتهى (١).

وقال ابن حبّان - رحمه الله - في "صحيحه": في قوله: "مخافةَ أن يناله العدوّ" بيان واضح أن العدوّ إذا كان فيهم ضعف، وقلةٌ، والمسلمون فيهم قوّة، وكثرة، ثم سافر أحدهم بالقرآن، وهو في وسط الجيش، يأمن أن لا يقع ذلك في أيدي العدوّ، كان استعمال ذلك الفعل مباحًا له، ومتى أيس مما وَصفنا، لم يَجُز له السفر بالقرآن إلى دار الحرب. انتهى (٢)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٢٤/ ٤٨٣١ و ٤٨٣٢ و ٤٨٣٣ و ٤٨٣٤] (١٨٦٩)، و (البخاريّ) في "الجهاد" (٢٩٩٠)، و (أبو داود) في "الجهاد" (٢٦١٠)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٥/ ٢٣ و ٢٤٣)، و (ابن ماجه) في "الجهاد" (٢٩٠٩


(١) "الفتح" ٧/ ٢٤٣ - ٢٤٤، كتاب "الجهاد" رقم (٢٩٩٠).
(٢) "صحيح ابن حبان" ١١/ ١٦.