وقوله:"وساق الحديث بمثله"، فاعل "ساق" ضمير بهز، أي: ساق بهز الحديث بمثل ما ساقه هاشم بن القاسم، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده"، مقرونًا بعفّان، فقال: حدثنا بهز، وحدثنا عفان قالا: حدثنا سلميان بن المغيرة، عن ثابت، قال عفان: حدثنا ثابت، قال أنس: كنا نُهِينا في القرآن أن نسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن شيء، قال: وكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل، يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فجاء رجل فقال: يا محمد أتانا رسولك، وزعم لنا أنك تزعم أن الله - عَزَّ وَجَلَّ - أرسلك، قال:"صدق"، قال: فمن خَلَقَ السماء؟ قال:"الله"، قال: فمن خلق الأرض؟ قال:"الله"، قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال:"الله"، قال: فبالذي خلق السماء، وخلق الأرض، ونصب الجبال، آلله أرسلك؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا خمسَ صلواتٍ في يومنا وليلتنا، قال:"صدق"، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا زكاةً في أموالنا، قال:"صدق"، قال: فبالذي أرسلك، الله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا صومَ شهر رمضان في سنتنا، قال عفان: قال: "صدق"، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، وزعم رسولك أن علينا الحجَّ مَنِ استطاع إليه سبيلًا، قال:"صدق"، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟ قال:"نعم"، قال عفان: ثم وَلَّي، ثم قال: والذي بعثك بالحق، لا أزيد، ولا أنتقص منهن شيئًا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لئن صدق ليدخلن الجَنَّة". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.