للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو) العاص - رضي الله عنهما -، تقدّم قريبًا.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من خماسيّات المصنّف -رحمه الله-، وأنه مسلسلٌ بالبصريين، غير الصحابيّ، فمصريّ طائفيّ، وفيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه التحديث، والكتابة، والقول.

شرح الحديث:

عَنْ أبي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ؛ أنه (قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيُّ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو) بن العاص - رضي الله عنهما - (قَالَ: هَجَّرْتُ) بتشديد الجيم؛ أي: بكّرت، وقال القاري: أي: أتيت في الهاجرة؛ أي: الظهيرة، قال المظهر: التهجير السير في الهاجرة، وهي وقت شدة الحرّ، ولعل خروجه في هذا الوقت؛ ليدركه - صلى الله عليه وسلم - عند خروجه من الحجرة، فلا يفوته شيء من أقواله، وأفعاله، وفيه حثّ على تحمل المشقة، والإسراع إلى المسجد، وطلب العلم (١). (اِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا)؛ أي: من الأيام، أو التنوين للتعظيم. (قَالَ) عبد الله (فَسَمِعَ)؛ أي: النبيّ - صلى الله عليه وسلم - (أَصْوَاتَ رَجُلَيْنِ) قال القاري -رحمه الله-: صَرّح الرضيّ بأنه إذا أضيف الجزآن إلى متضمّنيهما، وكان المتضمّنان بلفظ واحد، فلفظ الإفراد في المضاف أَولى من لفظ المثنى، ولفظ الجمع فيه أَولى من الإفراد، لكن في عدّ الأصوات أجزاء منهما محل نظر، والظاهر أن جمع الأصوات على حقيقته، فإن كل حرف من كلمات الرجلين صوت معتمِد على مخرجه، وفي "تفسير الجلالين" عند قوله تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: ٤] أطلق قلوب على قلبين، ولم يعبّر به؛ لاستثقال الجمع بين تثنيتين فيما هو كالكلمة الواحدة. انتهى (٢).

وقوله: (اخْتَلَفَا) صفة لـ "رجلين"؛ أي: تنازعا، واختصما (فِي آيَةٍ)؛ أي: في معنى آية متشابهة، ويَحْتَمِل أن يكون اختلافهما في لفظها اختلافَ قراءة،


(١) "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٢/ ١٩.
(٢) "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" ٢/ ١٩.