للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٦ - (طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ) هو: طلق -بسكون اللام- ابن حبيب الْعَنَزيّ -بفتح العين المهملة، والنون- البصريّ، صدوقٌ عابدٌ، رُمي بالإرجاء [٣] مات بعد التسعين (بخ م ٤) تقدم في "الطهارة" ١٦/ ٦١٠.

٧ - (الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسِ) بن معاوية بن حُصين التميميّ السعديّ، أبو بحر، اسمه الضحاك، وقيل: صخر، مخضرمٌ، ثقةٌ [٢] قيل: مات سنة سبع وستين، وقيل: اثنتين وسبعين (ع) تقدم في "الزكاة" ١٠/ ٢٣٠٦.

٨ - (عَبْدُ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه -، تقدّم قبل أربعة أبواب.

[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]

أنه من سُباعيّات المصنّف رحمه الله، وأن فيه ثلاثة من التابعين، روى بعضهم عن بعض: سليمان بن عتيق، عن طلق، عن الأحنف، وأن صحابيّه من كبار فقهاء الصحابة -رضي الله عنهم-، ذو مناقب جمّة.

شرح الحديث:

(عَنْ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ)؛ أي: المتعمِّقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم، وأفعالهم. (قَالَهَا)؛ أي: قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم - هذه الكلمة، أو الجملة (ثَلَاثًا)؛ أي: ثلاث مرّات؛ وإنما رددها ثلاثًا؛ تهويلًا، وتنبيهًا على ما فيه من الغائلة، وتحريضًا على التيقظ، والتبصر دونهم.

وقال ابن الأثير رحمه اللهُ: "المتنطّعون": هم المتعمّقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم، مأخوذ من النِّطَع (١) وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استُعمل في كل تعمّق قولًا وفعلًا. انتهى (٢).

وقال الصنعانيّ رحمه الله: "المتنطّعون": المتعمّقون الخائضون فيما لا يَعنيهم، وقيل: المبالغون في عبادتهم بحيث يخرجون عن قوانين الشريعة،


(١) بكسر النون، وفتح الطاء بوزن عِنَب: ما ظهر من غار الفم الأعلى، قاله في "المصباح" ٢/ ٦١١.
(٢) "النهاية في غريب الأثر" ٥/ ٧٣.