٥ - (مَكْحُولٌ) الشاميّ، أبو عبد الله، ثقةٌ فقيهٌ، كثير الإرسال، مشهورٌ [٥] مات سنة بضع عشرة ومائة (م ٤) تقدّم في "المقدمة" ٦/ ٤٥.
٦ - (شُرَحْبِيلُ بْنُ السَّمِطِ) الْكِنْديّ الشاميّ، جزم ابن سعد بأن له وفادةً، ثم شَهِد القادسيّة، وفتح حِمْصَ، وعَمِل عليها لمعاوية، ومات سنة (٤٠) أو بعدها (م ٤) تقدّم في "صلاة المسافرين وقصرها" ٢/ ١٥٨٤.
٧ - (سَلْمَانُ) الفارسيّ، أبو عبد الله، ويقال له: سلمان الخير، أصله من أصبهان، وقيل: من رامهُرْمُز، أول مشاهده الخندق، مات سنة (٣٤)، يقال: بلغ ثلاثمائة سنة (ع) تقدّم في "الطهارة" ١٧/ ٦١٢.
[[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد]
أنه من سُباعيّات المصنّف، وأن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: مكحول عن شُرحبيل بن السّمط، وفيه سلمان - رضي الله عنه - من مشاهير الصحابة، ومن المعمّرين، يقال: بلغ ثلاثمائة سنة، كما أسلفته آنفًا - رضي الله عنه -.
[تنبيه آخر]: تقدّم في مقدّمة "شرح المقدّمة" أن هذا الإسناد مما أعلّه الحافظ رشيد الدين ابن العطّار - رحمه الله -، وقال: هو منقطع؛ لأن مكحولًا لم يُدرك شُرحبيل بن السمط، قال: إلا أن مسلمًا أخرجه عن أبي شُريح المعافريّ، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، عن شُرحبيل - يعني: الإسناد التالي -.
ثم قال: وظاهر هذا الإسناد الاتّصال، إلا أن عبد الله بن المبارك رواه عن أبي شُريح هذا، عن عبد الكريم بن الحارث، عن أبي عُبيدة، عن رجل من أهل الشام، أن شُرحبيل بن السِّمْط قال:"طال رباطنا، أو إقامتنا على حِصْنٍ، فمرّ بنا سلمان. . .". انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: حاصل ما أشار إليه الحافظ ابن العطّار - رحمه الله - أن إسنادَي هذا الحديث مُعلّان، فأما الأول، فبالانقطاع، وأما الثاني فبإبهام شيخ أبي عبيدة، والظاهر أن ما أعلّ به الحافظ رشيد الدين واضحٌ، والجواب عن مسلم فيه صعوبة، والله تعالى أعلم.
(١) راجع تمام البحث في: "قرّة العين" ١/ ١١٦ - ١١٧.