للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بزيادة ياء مشددة، وقد تضم الطاء الأولى منهما، وأما القاف، فإنها مضمومة، كما في شروح الشفاء، وإن كان الإطلاق يوهم الفتح، فهي خمس لغات، ويروى أيضًا تخفيف الياء، كما في شروح الشفاء، فهي ست لغات، وقال ابن الجوزي في "تقويم البلدان": لا يجوز تخفيف أنطاكية، وهي مشددة أبدًا، كما لا يجوز تشديد القسطنطينية، وعدّ ذلك من أغلاط العوام، فتأمل. دار مَلِك الروم، وهي الآن دار ملك المسلمين، وفاتحها السلطان المجاهد الغازي أبو الفتوحات محمد بن السلطان مراد ابن السلطان محمد ابن السلطان بايزيد ابن السلطان مراد الأول بن أورخان بن عثمان تغمده الله تعالى برحمته، فهو الذي جعلها كرسيّ مملكته بعد اقتلاعه لها من يد الإفرنج، وكان استقراره في المملكة بعد أبيه في سنة (٨٥٥)، كان مَلِكًا عظيمًا اقتفى أثر أبيه في المثابرة على دفع الفرنج، حتى فاق ملوك زمانه، مع وصفه بمزاحمة العلماء، ورغبته في لقائهم، وتعظيم من يَردُ عليه منهم، وله مآثر كثيرة من مدارس، وزوايا، وجوامع، توفي أوائل سنة (٨٨٦) في توجهه منها إلى بُرصا، ودفن بالبريّة هناك، ثم حُوِّل إلى اسطنبول في ضريح بالقرب من أجل جوامعه بها، واستقر في المملكة بعده ولده الأكبر السلطان أبو يزيد المعروف بيلدرم، ومعناه: الْبَرْق، وركنى به عن الصاعقة، كما ذكره السخاويّ في "الضوء".

قلت، (١): وهو جدّ سلطان زماننا الإمام المجاهد الغازي سلطان البرَّين والبحرين خادم الحرمين الشريفين. وفَتْحها من أشراط قيام الساعة، وهو ما روى أبو هريرة - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق. . ." الحديث الآتي المذكور في الباب.

قال: وقد جاء ذِكر القسطنطينية أيضًا في حديث معاوية - رضي الله عنه -، وذلك أنه لمّا بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صِفِّين، كتب إليه يحلف بالله: لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحنّ صاحبي، ولأكونن مقدمته إليك، فلأجعلن القسطنطينية البخراء حممة سوداء، ولأنزعنك


(١) القائل هو المرتضى صاحب "التاج".