السُّقيا من الله تعالى بدعائه، وتضرّعه (فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ) وفي رواية أبي نعيم في "المستخرج" من رواية حماد، وحُميد، كلاهما عن أنس بن مالك:"أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استسقى، فمدّ يده هكذا، فأومأ حمّاد بيده حيال ثندوته، جعل بطونهما مما يلي الأرض، حتى رأينا بياض إبطيه، وهو على المنبر".
قال النوويّ - رحمه الله -: قال جماعة من أصحابنا وغيرهم: السنة في كلّ دعاء لرفع بلاء، كالقَحْط ونحوه أن يرفع يديه، ويَجْعَل ظهر كفيه إلى السماء، وإذا دعا لسؤال شيء وتحصيله، جَعَل بطن كفيه إلى السماء، واحتجوا بهذا الحديث. انتهى (١).
وقال غيره: الحكمة في الإشارة بظهور الكفّين في الاستسقاء دون غيره للتفاؤل بتقلب الحال ظهراً لبطن، كما قيل في تحويل الرداء، أو هو إشارة إلى صفة المسؤول، وهو نزول السحاب إلى الأرض. انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٢/ ٢٠٧٥](٨٩٦)، و (أبو داود) في "الصلاة"(١١٧١)، و (أحمد) في "مسنده"(٣/ ١٥٤ و ٢٤١)، و (عبد بن حميد) في "مسنده"(١٢٩٣ و ١٣٣٨)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(١٤٢١)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢٤٨٦ و ٢٤٨٧ و ٢٤٨٨)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٢٠١٥)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.