(فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأدنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَكْسِفَانِ) من باب ضرب، وفي نسخة: "لا ينكسفان" (لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ) تقدّم أن هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - ردًّا لما زعمه بعض الناس من أن الشمس انكسفت لموت ابنه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - (وَلَكِنَّهُمَا مِنْ آيَاتِ اللهِ) أي: علامتان عظيمتان دالّتان على عظيم قدرة الله (يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ كُسُوفًا) وفي رواية النسائيّ: "فإذا كُسِفَا" (فَاذْكُرُوا اللهَ) وفي رواية النسائيّ: "فافزعوا إلى ذكر الله - عَزَّوَجَلَّ - "، وفي رواية أبي داود: "فافزعوا إلى الصلاة"، وهي أخصّ (حَتَّى يَنْجَلِيَا") أي: ينكشفا، ويزول ما بهما من الكسوف.
والحديث تقدّم تخريجه، وبيان مسائله في حديث عائشة المذكور أول الباب الماضي، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رَحِمَهُ اللهُ - المذكور أولَ الكتاب قال: