٤ - (عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ) الهلاليّ مولاهم، أبو محمَّد المدنيّ، ثقةٌ فاضلٌ واعظٌ عابدٌ، من صغار [٣](ت ٩٤)(ع) تقدم في "الإيمان" ٢٦/ ٢١٣.
٥ - (ابْنُ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - تقدَّم في الباب الماضي.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنَّه من خماسيّات المصنّف - رحمه الله -.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، وحفص، كما أسلفته آنفًا.
٣ - (ومنها): أنَّه مسلسلٌ بالمدنيين ومن زيد بن أسلم.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ، وابن عبّاس - رضي الله عنهما - سبق الكلام فيه.
شرح الحديث:(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) هكذا في "الموطأ"، وفي جميع من أخرجه من طريق مالك، ووقع في رواية اللؤلؤيّ في "سنن أبي داود""عن أبي هريرة" بدل "ابن عباس"، وهو غلط، قاله في "الفتح". أنَّه (قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ) وفي رواية النسائيّ: "خَسَفَت الشمس"، وهو بمعناه (عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، قَدْرَ نَحْوِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ) قال النوويّ - رحمه الله -: هكذا في النسخ: "قدرَ نحوِ"، وهو صحيح، ولو اقتصر على أحد اللفظين لكان صحيحًا. انتهى (١).
وهذا يدلّ على استحباب تطويل القراءة في صلاة الكسوف، وقد ثبت في حديث عائشة - رضي الله عنها -، قالت:"فحَسِبْتُ قَرأَ سورةَ البقرة"(ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ) أي: سجدتين (ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ) فيه أن الركعة الثانية أقصر من الأولى (ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ، فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ