للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كان فقيهًا، قال النسائيّ: فقيه بصريّ ثقةٌ، وقال ابن سعد: ولي قضاء البصرة، وكان ثقةً محمودًا عاقلًا من الرجال، قال العجليّ: لَمّا مات سَوّار بن عبيد الله طلبوا عبيد الله بن الحسن، فهرب، ثم استُقضِي، وقال أبو خليفة، عن محمد بن سلام، قال: أتى رجل عبيد الله بن الحسن، فقال: كنا عند الأمير محمد بن سليمان، فذُكِرتَ بكل الجميل إلَّا المزاح، فقال: والله إني لأمزح، وما أقول إلَّا الحقّ، وقال ابن مهديّ: كنا في جنازة، فسألته عن مسألة، فغلط فيها، فقلت له: أصلحك الله، أتقول فيه كذا وكذا؟، فأطرق ساعةً، ثم رفع رأسه، فقال: إذًا أَرْجِع، وأنا صاغرٌ؛ لأن أكون ذَنَبًا في الحقّ أحب إليّ من أن أكون رأسًا في الباطل، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: من سادات أهل البصرة فقهًا وعلمًا.

وذكر عُمر بن شَبَّة في "تاريخ البصرة" أن المهديّ عَزَله سنة (٦٦) (١)، وقال ابن أبي خيثمة: أخبرني سليمان بن أبي شيخ، قال: كان عبيد الله بن الحسن اتُّهِم بأمر عظيم، ورُوي عنه كلام رديء؛ يعني قوله: كلُّ مجتهد مصيب، ونقل محمد بن إسماعيل الأزديّ في "ثقاته" أنه رجع عن المسألة التي ذُكِرت عنه لَمَّا تَبَيَّن له الصواب، والله أعلم، وقال ابن قتيبة في "اختلاف الحديث": ثم نصير إلى عبيد الله بن الحسن العنبريّ، فنهجُم من قبيح مذهبه، وشدّة تناقض قوله على ما هو أولى مما أنكره، وذلك أنه كان يقول: إن القرآن يدلّ على الاختلاف، فالقول بالقدر صحيح، والقول بالإجبار صحيح، ولهما أصل في الكتاب، فمن قال بهذا فهو مصيب، ومن قال بهذا فهو مصيب، هؤلاء قوئم عَظَّموا الله، وهؤلاء قوم نزَّهوا الله، وكان يقول في قتال عليّ لطلحة والزبير وقتالهما إياه: كلُّه لله طاعة.

قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: أنه وُلد سنة (١٠٥) ويقال: سنة (١٠٦) وولي القضاء سنة (٥٧) (٢)، وقال أبو حسان الزياديّ: مات في ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائة.


(١) أي: بعد المائة.
(٢) أي: بعد المائة.