للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: الإسناد من رباعيّات المصنّف - رحمه الله -، وهو (١٣٨) من رباعيّات الكتاب.

وقوله: (قِيلَ لِابْنِ عُمَرَ) وفي رواية البخاريّ: "حُدّث ابن عمر"، قال في "الفتح": كذا في جميع الطرق "حُدِّثَ" بضم المهملة على البناء للمجهول، ولم أقف في شيء من الطرق عن نافع على تسمية مَن حَدَّث ابن عمر، عن أبي هريرة بذلك، وقد أورده أصحاب "الأطراف"، والحميدي في "جمعه " في ترجمة نافع، عن أبي هريرة، وليس في شيء من طرقه ما يدُلّ على أنه سمع منه، وإن كان ذلك محتملاً، ووقفت على تسمية مَن حَدَّث ابن عمر بذلك صريحاً في موضعين:

أحدهما: في "صحيح مسلم"، وهو خباب - بمعجمة، وموحدتين، الأولى مشددة - وهو أبو السائب المدنيّ، صاحب المقصورة، قيل: إن له صحبةً، ولفظه من طريق داود بن عامر بن سعد، عن أبيه، أنه كان قاعداً عند عبد الله بن عمر إذ طَلَع خباب، صاحب المقصورة، فقال: يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة؟ فذكر الحديث.

والثاني: في "جامع الترمذيّ" من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، قال أبو سلمة: فذكرت ذلك لابن عمر، فأرسل إلى عائشة. انتهى (١).

وقوله: (إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - … إلخ) رواية المصنّف - رحمه الله - صريحة في كون أبي هريرة - رضي الله عنه - رفع الحديث، فهي مفسرة لما وقع في رواية البخاريّ بلفظ: "حُدِّث ابنُ عمر أن أبا هريرة - رضي الله عنهما - يقول: من تَبع جنازة فله قيراط" فإن ظاهره الوقف، لكن تبيّن برواية المصنّف كونه مرفوعاً، فتنبّه.

وقوله: (مَنْ تَبعَ) يقال: تَبعَ زيدٌ عمراً، من باب تَعِبَ: مَشَى خلفه، أو مرّ به، فمضى معه، قاله في "المصباح"، وفي لفظ عند البخاريّ: "مَن اتّبع" بالتشديد، من الاتّباع.

قال في "الفتح": وقد تمسّك بهذا اللفظ من زعم أن المشي خلفها


(١) "الفتح" ٤/ ٩٥ - ٩٦.