للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة الثناء، ولو كان لا ينفعه ذلك إلا أن تكون أعماله تقتضيه، لم يكن للثناء فائدة، وقد أثبت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - له فائدة. انتهى (١).

قال الحافظ: وهذا في جانب الخير واضح، ويؤيده ما رواه أحمد، وابن حبّان، والحاكم من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس - رضي الله عنه -، مرفوعاً: "ما من مسلم يموت، فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيراً، إلا قال الله تعالى: قد قبلتُ قولكم، وغفرت له ما لا تعلمون"، ولأحمد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - نحوه، وقال: "ثلاثة" بدل "أربعة"، وفي إسناده من لم يُسمّ، وله شاهد من مراسيل بُشير بن كعب، أخرجه أبو مسلم الكجيّ.

وأما جانب الشرّ فظاهر الأحاديث أنه كذلك، لكن إنما يقع ذلك في حقّ من غلب شرّه على خيره. وقد وقع في رواية النضر المشار إليها أوّلاً في آخر حديث أنس: "إن لله ملائكة، تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشرّ". انتهى. والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس - رضي الله عنه - هذا مُتَّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١٩/ ٢٢٠٠ و ٢٢٠١] (٩٤٩)، و (البخاريّ) في "الجنائز" (١٣٦٨ و ٢٦٤٢)، و (الترمذيّ) في "الجنائز" (١٠٥٨)، و (النسائيّ) في "الجنائز" (١٩٣٠) و"الكبرى" (٢٠٥٩)، و (ابن ماجه) في "الجنائز" (١٤٩١)، و (أحمد) في "مسنده" (١٤٩١ و ١٢٤٢٦ و ١٢٥٢٢ و ١٢٦٢٧ و ١٢٧٩١)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (٦/ ٤٥٧)، و (الطبرانيّ) في "المعجم الأوسط" (٣/ ٧١)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٣/ ٣٢)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:


(١) "شرح النوويّ" ٧/ ٢٠.