(عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ) بتصغير الاسمين، وقوله:(سَمِعَهُ) الفاعل ضمير حبيب بن عُبيد؛ أي: سمع حبيبُ بنُ عبيد جبيرَ بنَ نُفير (يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ) الأشجعيّ - رضي الله عنه -، وفي رواية النسائيّ:"قال: شَهِدت عوف بن مالك يقول"(يَقُولُ: صَلَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى جَنَازَةٍ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرف صاحبها (١). (فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ) - صلى الله عليه وسلم - (وَهُوَ يَقُولُ) جملة حاليةّ من الضمير المجرور "اللَّهُم اغْفِرْ لَهُ)؛ أي: استر ذنوب هذا الميت، واصفَح عنه، يقال: غفر الله له غَفْرًا، من باب ضَرَب، وغُفرانًا بالضمّ: صفح عنه، قاله في "المصباح". (وَارْحَمْهُ)؛ أي: ارفُقْ به، يقال: رَحِمت زيدًا رُحْمًا بضم الراء، ورَحْمة، ومَرحَمةً: إذا رَفَقت له، وحَنَنتَ، قاله في "المصباح" أيضًا. (وَعَافِهِ)؛ أي: ادفع عنه المكروه، قال في "القاموس": والعافية: دِفَاع الله عن العبد، ويقال: عافاه الله تعالى عن المكروه، عِفَاءً بالكسر، ومُعافاة، وعافية: إذا وهب له العافية من العلل، والبلاء، كأعفاه. انتهى. (وَاعْفُ عَنْهُ)؛ أي: امح عنه ذنوبه، يقال: عفا عنه، وعفا له ذنبه، وعن ذنبه: تركه، ولم يُعاقبه.
والعفو: الصفح، وترك عقوبة المستحقّ، قال المرتضى في شرح "القاموس": الصفح ترك التَّأنيب، وهو أبلغ من العفو، فقد يعفو، ولا يَصْفَح، وأما العفو، فهو القصد لتناول الشيء، هذا هو المعنى الأصليّ، قال الراغب: فمعنى عفوتُ عنك، كأنه قصد إزالة ذنبه، صارفًا عنه، فالمعفوّ المتروك، "وعنك" متعلّق بمضمر، فالعفو هو التجافي عن الذنب. انتهى. "القاموس" وشرحه، باختصار، وتغيير.
(وَأَكرِمْ نُزُلَهُ) بضمتين، ويُخفّف بتسكين ثانية، في الأصل طعام الضيف الذي يُهيّأ له، والمراد هنا ما يُعطيه الله لعبده عند لقائه، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
(وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ) بفتح الميم، وضمها: محل الدخول، والمراد به هنا القبر (وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالْبَرَدِ) وفي الرواية التالية بتنكير الثلاث، و"الثلجُ" ماءٌ