٣ - (عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ) الأسديّ، أبو عبد الله المكيّ، نزيل الكوفة، ثقة [٤](ت ١٠٣) وقيل: بعدهاً (ع) تقدم في "الجمعة" ١٥/ ٢٠١٠.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله:(لَيْسَ مَعَهُ إِنْسَان) تأكيد لقوله: "وحده"، ويَحْتَمِل أن يكون لرفع توهّم أن يكون معه أحد من غير جنس الإنسان، من ملك، أو جنيّ.
وقوله:(فِي ظِل الْقَمَرِ) أي: في المكان الذي ليس للقمر فيه ضوء؛ ليُخفِي شَخْصه، وإنما استمر يمشي؛ لاحتمال أن يطرأ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حاجة، فيكون قريبًا منه.
وقوله: (فَقَالَ: "مَنْ هَذَا؟ ") كأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى شخصه، ولم يتبيّن له من هو؟.
وقوله:(فَقُلْتُ: أبو ذَرٍّ) خبر لمحذوف دلّ عليه السؤال؛ أي: أنا أبو ذر.
وقوله:(تَعَالَه) بهاء السكت، قال الداوديّ: فائدة الوقوف على هاء السكت أن لا يقف على ساكنين، نقله ابن التين، وتُعُقّب بأن ذلك غير مطّرد.
وقوله:(فَنَفَحَ فِيهِ) بالفاء، والحاء المهملة، ومعناه: أعطى، وأصله الرمي بالشيء؛ يعني: أنه ضرب يديه فيه بالعطاء.
وقوله:(يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ، وَوَرَاءَهُ) كلّها منصوبة على الظرفيّة، معمولة لـ "نَفَحَ"، وذكر الجهات كناية عن كثرة العطاء، فكأنه يعطي السُّؤَّال من أي جهة أتوه (١).
وقوله:(وَعَمِلَ فِيهِ خَيْراً) أي: طاعة لله تعالى، وقال النوويّ -رحمه الله-: المراد بالخير الأول المال، كقوله تعالى:{وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ}[العاديات: ٨]؛ أي: المال، والمراد بالخير الثاني طاعة الله تعالى، والمراد بيمينه وشماله ما سَبَق أنه جميع وجوه المكارم والخير.
وقوله:(فَأجْلَسَني في قَاعٍ) القاع: المستوي من الأرض في انخفاض.