١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رحمه الله-، وله فيه شيخان قرن بينهما؛ لاتحادهما في التحمّل والأداء.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه أبي بكر، فما أخرج له الترمذيّ، وأما أبو كريب، فمن مشايخ الجماعة، بلا واسطة.
٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالكوفيين.
٤ - (ومنها): أن فيه ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض: الأعمش، عن عمرو، عن خيثمة.
شرح الحديث:
(عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ الطائيّ) -رضي الله عنه- أنه (قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- النَّارَ، فَأَعْرَضَ وَأَشَاحَ) -بشين معجمة، وحاء مهملة-: أي: أظهر الْحَذَر منها، قال الخليل: أشاح بوجهه عن الشيء: نَحَّاه عنه، وقال الفرّاء: الْمُشِيح: الْحَذِرُ، والْجادّ في الأمر، والْمُقبِلُ في خطابه، المانع لما وراء ظهره، فيجوز أن يكون أشاح أحد هذه المعاني: أي: حَذِرَ النارَ، كأنه ينظر إليها، أو جَدَّ على الوصيّة باتّقائها، أو أقبل على أصحابه في خطابه بعد أن أعرض عن النار لَمَّا ذكرها. انتهى (١).
وحكى ابن التين: أنّ معنى "أشاح" صَدّ، وانكمش، وقيل: صرف وجهه كالخائف أن تناله. انتهى.
(ثُمَّ قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("اتقُوا النَّارَ"، ثُمَّ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ، حَتَّى ظنَنَّا أَنَّهُ كَأنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا) وفي رواية شعبة التالية:"أنه ذكر النار، فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه ثلاث مرار" (ثُمَّ قَالَ: "اتَّقُوا النَّارَ، وَلَوْ بِشِقَ تَمْرَةٍ) أي: اجعلوا بينكم وبين النار وِقَاية، من الصدقة، وعَمَلِ البرّ، ولو بشيء يسير (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ) أي: ما يتصدّق به من المال اليسير (فَبِكَلِمَةٍ طيبَةٍ") أي: فتصدّقوا بكلمة طيّبة، وهي الكلمة التي تُطيّب قلب سامعها؛ لكونها موافقة لغرضه، مع كونها طاعة، أو مباحةً.
(١) راجع: "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ٥ بزيادة من "فتح الباري ١٣/ ٢٢١ - ٢٢٢.