[فإن قلت]: إذا كانت جملة: "والله يعطي" حاليّةً، فما يكون معنى الحصر حينئذ؟.
[أجيب]: بأنّ الحصر بـ "إنما" دائمًا في الجزء الأخير، فيكون معناه: ما أنا بقاسم إلَّا في حال إعطاء الله، لا في حال غيره، وفيه حذف مفعول "يعطي"؛ لأنه جعله كاللازم إعلامًا بأن المقصود منه بيان هذه الحقيقة؛ أي حقيقة الإعطاء، لا بيان المفعول؛ أي الْمُعْطَى، أفاده في "العمدة"(١)، وتمام شرح الحديث قد سبق في شرح حديث معاوية -رضي الله عنه- المذكور أول الباب، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [٣٤/ ٢٣٩٢](١٠٣٧)، و (البخاريّ) في "العلم"(٧١) و "فرض الخمس"(٣١١٩) و"الاعتصام"، و (ابن ماجه) في "المقدّمة"(٢٢١)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ١٠١)، و (الدا رميّ) في "سننه"(١/ ٧٣ - ٧٤)، و (أبو يعلى) في "مسنده"(١٠/ ٢٣٨)، و (الحاكم) في "المستدرك"(٣/ ٤٠٨)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(١/ ٢٩١)، و (الطحاويّ) في "مشكل الآثار"(٢/ ٢٧٨ - ٢٧٩)، و (الطبرانيّ) في "الكبير"(١٩/ ٧٢٩ و ٧٨٢ و ٧٨٣ و ٧٨٤ و ٧٨٥)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٣/ ١٠٧)، و (البغويّ) في "شرح السنّة"(١٣١)، وفوائده تقدّمت، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.