للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شرح الحديث:

(عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ) الباهليّ أنه (قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-: قَسَمَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَسْمًا) قال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: كذا رويناه بفتح القاف، وهو المصدر، ومعناه: فَعَلَ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فِعْلَ القَسْمِ، والْقِسْمُ بالكسر: الحظّ والنصيب، وهو غير مراد هنا، فإنه -صلى الله عليه وسلم- لم يَقسِم نصيب أحد، وإنما فَعَل الْقَسْم في المقسوم. انتهى (١).

وقال ابن الجوزيّ رحمهُ اللهُ: القسم بفتح القاف مصدر قسمت، وبكسرها: الحظّ والنصيب، يقال: هذا قسمك وهذا قسمي. انتهى (٢).

(فَقُلْتُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ) وفي نسخة: "فقلت: يا رسول الله" (لَغَيْرُ هَؤُلَاءِ) اللام هي الموطّئة للقسم؛ أي والله لغير هؤلاء الذين قسمت لهم (كَانَ أَحَقَّ بِهِ) أي بالمال المقسوم (مِنْهُمْ، قَالَ) -صلى الله عليه وسلم- ("إِنَّهُم خَيَّرُونِي أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ) بضمّ، فسكون، يقال: فَحَشَ الشيءُ فُحْشًا، مثلُ قَبُحَ قُبْحًا وزنًا ومعنًى، وفي لغة من باب قَتَلَ، وهو فاحشٌ، وكلُّ شيء جاوز الحدّ فهو فاحشٌ، ومنه غَبْنٌ فاحشٌ: إذا جاوزت الزيادة ما يُعْتاد مثلُهُ، وأفحش الرجل: أتى بالفُحْش، وهو القول السيّئُ، وجاء بالفحشاء مثله، قاله الفيّوميّ رحمهُ اللهُ (٣).

وقال ابن الجوزيّ رحمهُ اللهُ: الفحش: الزائد في الخروج عن حدّ الصواب، وكلُّ شيء جاوز قدره فهو فاحش، ويُشْبِه أن يكون هؤلاء الذين أعطاهم من المؤلفة قلوبهم. انتهى (٤).

(أَوْ يُبَخِّلُونِي) بضم أوله، وتشديد الخاء المعجمة: أي ينسبوني إلى البخل، يقال: بَخِل بَخْلًا، وبُخْلًا، من بأبي تَعِبَ وقَرُبَ، والاسم الْبَخْلُ بالفتح، وِزانُ فَلْسٍ، فهو بخيلٌ، والجمع بُخَلاء، ورجلٌ باخلٌ؛ أي ذو بَخْل، والْبُخْلُ في الشرع: منع الواجب، وعند العرب: منع السائل مما يَفْضُل عنده، وأبخلته بالألف: وجدته بخيلًا (٥).


(١) "المفهم" ٣/ ١٠٠.
(٢) "كشف المشكل" ١/ ١٥٥ - ١٥٦.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٤٦٣.
(٤) "كشف المشكل" ١/ ١٥٥ - ١٥٦.
(٥) "المصباح المنير" ١/ ٣٨.