للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ثم بعث عمر الأربعة المذكورين، فجدّدوها، وفي سنده عبد العزيز بن عمران، وفيه ضعف. انتهى المقصود من "الإصابة" (١).

(فَقَالَ مَخْرَمَةُ: يَا بُنَيَّ) بضم أوله: تصغير "ابن" (انْطَلِقْ بِنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية حاتم: "عسى أن يُعطينا منها شيئًا" فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، قَالَ: (اذخُلْ، فَادْعُهُ لِي) وفي رواية حاتم: "فقام أبي على الباب، فتكلم، فعرف النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صوته"، قال ابن التين: لعل خروج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، عند سماع صوت مخرمة، صادف دخول المسور إليه.

(قَالَ: فَدَعَوْتُهُ لَهُ) أي دعوت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لأجل أبي (فَخَرَجَ إِلَيْهِ) أي إلى مخرمة (وَعَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْهَا) جملة حالية؛ أي والحال أن على النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قباء من تلك الأقبية.

ثم إن ظاهره استعمالُ الحرير، قيل: ويجوز أن يكون قبل النهي، ويَحْتَمِل أن يكون المراد أنه نشره على أكتافه؛ ليراه مخرمة كُلَّه، ولم يقصد لبسه، ولا يتعين -كما قال الحافظ- كونه على أكتافه، بل يكفي أن يكون منشورًا على يديه، فيكون قوله: "عليه" من إطلاق الكل على البعض، وقد وقع في رواية حاتم: "فخرج، ومعه قباء، وهو يريه محاسنه"، وفي رواية حماد: "فتلقاه به، واستقبله بأزراره".

(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم - من باب التألّف ("خَبَأْتُ هَذَا لَكَ") وفي رواية حاتم، تكراره مرّتين، زاد في رواية حماد: "يا أبا المسور"، هكذا دعاه أبا المسور، وكأنه على سبيل التأنيس له ذكر ولده الذي جاء صُحْبَتَهُ، وإلا فكنيته في الأصل أبو صفوان، وهو أكبر أولاده، ذكر ذلك ابن سعد.

(قَالَ: فَنَظَرَ إِلَيْهِ) وفي رواية البخاريّ: "فنظر إليه مخرمة" (فَقَالَ: رَضِيَ مَخْرَمَةُ) قال في "الفتح": زاد في رواية هاشم: "فأعطاه إياه"، وجزم الداوديّ أن قوله: "رضي مخرمة" من كلام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - على جهة الاستفهام: أي هل رضيت؟ وقال ابن التين: يَحْتَمِل أن يكون من قول مخرمة، قال الحافظ: وهو المتبادر للذهن، وزاد حماد في آخر الحديث: "وكان في خُلُقه شِدَّة"، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.


(١) "الإصابة" ٦/ ٥٠.