(كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيةِ) بفتح الراء، وكسر الميم، وتشديد التحتانيّة؛ أي الحيوان الذي يُرْمَى إليه.
(فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) هذا تصريح بوجوب قتال الخوارج، والبغاة، وهو مجمع عليه (فَإِنَّ) الفاء للتهليل؛ أي لأن (فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا) أي عظيمًا، فالتنوين للتعظيم (لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ") قال في "العمدة": وإنما كان الأجر في قتلهم؛ لأنهم يَشْغَلون عن الجهاد، ويسعون بالفساد لافتراق كلمة المسلمين. انتهى.
وفي رواية زيد بن وهب الآتية: "لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قُضِي لهم على لسان نبيهم، لَنَكَلُوا عن العمل"، وفي رواية عبيدة بن عمرو: "لولا أن تَبْطَروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال عبيدة: قلت لعليّ: أنت سمعته؟ قال: إي ورب الكعبة ثلاثًا". والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عليّ -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
[تنبيه]: قال الطبريّ رَحِمَهُ اللهُ: رَوَى هذا الحديث في الخوارج عن عليّ تامًّا ومختصرًا عبيد الله بن أبي رافع، وسُويد بن غَفَلة، وعَبِيدة بن عمرو، وزيد بن وهب، وكُليب الجرميّ، وطارق بن زياد، وأبو مريم. انتهى.
زاد الحافظ رَحِمَهُ اللهُ: وأبو وضي، وأبو كثير، وأبو موسى، وأبو وائل في "مسند إسحاق ابن راهويه"، والطبرانيّ، وأبو جحيفة عند البزار، وأبو جعفر الفرّاء مولى عليّ، أخرجه الطبرانيّ في "الأوسط"، وكثير بن نُمير، وعاصم بن ضَمْرة.
قال الطبريّ: ورواه عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مع عليّ بن أبي طالب، أو بعضَهُ عبد الله بن مسعود، وأبو ذرّ، وابن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عمر، وأبو سعيد الخدريّ، وأنس بن مالك، وحُذيفة، وأبو بكرة، وعائشة، وجابر، وأبو بَرْزَة، وأبوأُمامة، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن حُنيف، وسلمان الفارسي. انتهى.