للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخوارج، ومثله حديث أبي ذرّ - رضي الله عنه - الآتي بلفظ: "هم شرار الخلق والخليقة"، وعند أحمد بسند جيّد، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعاً مثله، وعند البزار من طريق الشعبيّ عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنهما - قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخوارج، فقال: "هم شرار أمتي، يقتلهم خيار أمتي"، وسنده حسنٌ، وعند الطبرانيّ من هذا الوجه، مرفوعاً: "هم شر الخلق والخليقة، يقتلهم خير الخلق والخليقة"، وفي حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - عند أحمد: "هم شرّ البريّة"، وفي حديث عبد الله بن خَبّاب، عن أبيه، عند الطبرانيّ: "شر قتلى أظلّتهم السماء، وأقلتهم الأرض"، وفي حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - نحوه، وعند أحمد، وابن أبي شيبة، من حديث أبي برزة - رضي الله عنه - مرفوعاً في ذكر الخوارج: "شر الخلق والخليقة"، يقولها ثلاثاً، وعند ابن أبي شيبة، من طريق عُمير بن إسحاق، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "هم شر الخلق".

قال الجامع عفا الله عنه: هذه النصوص ظاهرة في تكفير الخوارج، وقد سبق أن هذا القول أقوى دليلاً، وإن كان التوقّف أسلم، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

(مِنْهُمْ) رجلٌ (أَسْوَدُ، إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْيُ شَاةٍ) - بطاء مهملة مضمومة، ثم باء موحّدة ساكنة - والمراد به ضرع الشاة، وهو فيها مجاز، واستعارةٌ، إنما أصله للكلبة والسباع، قال أبو عبيد: ويقال أيضاً لذوات الحافر، ويقال للشاة: ضرعٌ، وكذا للبقرة، ويقال للناقة: خِلْفٌ (١)، وقال أبو عبيد: الأخلاف لذوات الأخفاف، والأظلاف، وقال الهرويّ: يقال في ذات الخفّ، والظِّلْف: خِلْفٌ، وضَرْعٌ. انتهى.

(أَوْ) الظاهر أنها للتنويع، ويَحْتَمِل أن تكون للشكّ من الراوي (حَلَمَةُ ثَدْيٍ) تقدّم قريباً أن الْحَلَمَة: هي الحبّة على رأس الثدي من المرأة، والثُّنْدُوة من الرجل (فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - رضي الله عنه -) في وقعة النَّهْرَوان، وذلك سنة ثمان وثلاثين من الهجرة (قَالَ) - رضي الله عنه - (انْظُرُوا) أي في الرجل الذي وصفه


(١) الْخِلْف بكسر، فسكون من ذوات الخفّ، كالثدي للإنسان، والجمع أخلافٌ، مثلُ حِمْلٍ وأحمال. انتهى. "المصباح" ١/ ١٨٠.