للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٢ - (ابْنُ بَشَّارٍ) هو: محمد المعروف ببندار، تقدّم قبل ثلاثة أبواب.

٣ - (مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ) المعروف بغُندر، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.

٤ - (شُعْبَةُ) بن الحجّاج الإمام الشهير، تقدّم أيضًا قبل ثلاثة أبواب.

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (أَهْلَلْنَا رَمَضَانَ) قال في "النهاية": أَهَلَّ المحرم بالحجّ: إذا لَبَّى، ورفع صوته، ومنه إهلال الهلال، واستهلاله: إذا رفع الصوت بالتكبير عند رؤيته. انتهى. فمعناه: رأينا هلال رمضان.

وقوله: (وَنَحْنُ بِذَاتِ عِرْقٍ) - بكسر العين، وسكون الراء- قال الفيّوميّ: ذات عِرْق ميقات أهل العراق، وهو عن مكة نحو مرحلتين، ويقال: هو من نجدِ الحجاز. انتهى.

وقوله: (فَاَرْسَلْنَا رَجُلًا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - يَسْألهُ) هذا لا ينافي ما تقدّم في الرواية التي قبلها من أنهم سألوه؛ لاحتمال أنهم تراءوه بذات عِرْق، وتنازعوا فيه، فأرسلوا يسألونه فأجابهم بذلك، فلما وصلوا بطن نخلة رأوه، فسألوه شِفاهًا، فأجابهم بما يطابق الجواب، وحاصلهما أنه لا بُدّ في الحكم بدخول رمضان ليلة ثلاثين شعبان من رؤية هلاله، قاله في "المرقاة" (١).

وقوله: ("إِنَّ اللهَ قَدْ أَمَدَّهُ لِرُؤيتِهِ. . إلخ) معناه: لا تنظروا إلى كُبْر الهلال وصُغْره، فإن تعليق الحكم على رؤيته، (فإن أغمي عليكم)؛ يعني ليلة رمضان، (فأكلموا العدّة)؛ أي عدة شعبان، هذا الظاهر؛ لقولهم في أول الحديث: أهللنا رمضان، وَيحْتَمِل: فإن أغمي في آخره، فأكملوا عدة رمضان (٢).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الاحتمال الأخير ضعيف جدًّا؛ لمنافاته لسياق القصّة، فتنبّه، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.


(١) "المرقاة" ٤/ ٤١٣ - ٤١٤.
(٢) راجع: "كشف المشكل" ٢/ ٤٥٨.