للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عما يقتضيه المقام (١).

وقال ابن التين - رحمه الله -: المراد حبّ جميعهم، وبغض جميعهم؛ لأن ذلك إنما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ البغض له، فليس داخلًا في ذلك، وهو تقرير حسنٌ، كما قاله في "الفتح" (٢).

(وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ الله") قال القرطبيّ - رحمه الله -: هذا على مقابلة اللفظ باللفظ، ومعناه أن من أحبّهم جازاه الله على ذلك جزاء المحبوب المحبّ من الإكرام، والترفيع، والتشفيع، وعكس ذلك في البغض، وظاهر هذا الكلام أنه خبرٌ عن مآل كلِّ واحد من الصنفين، ويصلح أن يُقال: إن ذلك الخبر خرج مخرج الدعاء لكلّ واحد من الصنفين، فكأنه قال: اللهم افعل بهم ذلك، كما قال - صلى الله عليه وسلم -، والله أعلم. انتهى (٣).

(قَالَ شُعْبَةُ: قُلْتُ لِعَدِيٍّ: سَمِعْتَهُ مِنَ الْبَرَاءِ؟ قَالَ: إِيَّايَ حَدَّثَ).

(قَالَ شُعْبَةُ) بن الحجاج (قُلْتُ لِعَدِيٍّ) أي ابن ثابت شيخه في هذا الحديث (سَمِعْتَهُ مِنَ الْبَرَاءِ؟) - رضي الله عنه -، بتقدير همزة الاستفهام، ولفظ ابن ماجه: "أَسَمِعْتَهُ مِنَ الْبَرَاءِ بن عازبٍ؟ " (قَالَ) عديّ (إِيَّايَ) مفعول مقدّم لـ (حَدَّثَ) هذا تأكّد من شعبة رحمه الله تعالى واستيثاق، لا شكّ في صدق عديّ - رحمه الله -، ولذا قدّم عديّ المفعول؛ لإفادة الحصر، ويحتمل أنه إنما سأله لاحتمال أن يكون بينهما واسطة، حيث لم يُصرّح بالتحديث، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث البراء بن عازب - رضي الله عنهما - هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [٣٥/ ٢٤٤] (٧٥)، و (البخاريّ) في "المناقب" (٣٧٨٣)، و (الترمذيّ) في "المناقب" (٣٩٠٠)، و (النسائيّ) في


(١) "شرح السندي" ١/ ١٠٦.
(٢) "الفتح" ٧/ ١٤٤.
(٣) "المفهم" ١/ ٢٦٦.