للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالبصريين من سليمان، والباقيان بغداديّان، و"أنس" - رضي الله عنه - تقدّم الكلام فيه قريباً.

شرح الحديث:

(عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه -) أنه (قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ) أي في لياليه (فَجئْتُ، فَقُمْتُ اِلَى جَنْبِهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ آخَرُ) لم يُعرف اسمه (١). (فَقَامَ أَيْضاً، حَتَّى كُنَّا رَهْطاً) أي جماعةً، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: الرَّهْطُ: ما دون عشرة من الرجال، ليس فيهم امرأة، وسكون الهاء أفصح من فتحها، وهو جمع لا واحد له من لفظه، وقيل: الرهط: من سبعة إلى عشرة، وما دون السبعة إلى الثلاثة نَفْرٌ، وقال أبو زيد: الرهط، والنَّفَرُ: ما دون العشرة من الرجال، وقال ثعلب أيضاً: الرهط، والنَّفَرُ، والقوم، والْمَعْشَرُ، والْعَشِيرة: معناهم: الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، وهو للرجال دون النساء، وقال ابن السكيت: الرهط، والعشيرة: بمعنى، ويقال: الرهط: ما فوق العشرة إلى الأربعين، قاله الأصمعيّ في "كتاب الضاد والظاء"، ونقله ابن فارس أيضاً، ورَهْطُ الرجلِ: قومُهُ، وقبيلته الأقربون. انتهى (٢).

(فَلَمَّا حَسَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -) من باب نصر: أي علم - صلى الله عليه وسلم -، قال النوويّ: -رَحِمَهُ اللهُ-: هكذا هو في جميع النسخ: "حَسَّ" بغير ألف، ويقع في طُرُق بعض النسخ: "أَحَسَّ" بالألف، وهذا هو الفصيح الذي جاء به القرآن، وأما "حَسَّ" بحذف الألف فلغة قليلة، وهذه الرواية تَصِحّ على هذه اللغة. انتهى (٣).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وأحسَّ الرجلُ الشيءَ إحساساً: عَلِم به، يتعدى بنفسه مع الألف، قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} [آل عمران: ٥٢]، وربما زيدت الباء، فقيل: أحس به، على معنى شَعَرَ به، وحَسَسْتُ به، من باب قَتَلَ لغةٌ فيه، والمصدر: الْحِسّ بالكسر، تتعدى بالباء، على معنى شَعَرْتُ أيضاً، ومنهم من يُخَفِّفُ الفعلين بالحذف، فيقول: أحسته، وحَسَتُ به، ومنهم


(١) "تنبيه المعلم" ص ٢٠١.
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٢٤١.
(٣) "شرح النوويّ" ٧/ ٢١٣.