للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يسع خمسة عشر، أو عشرين، ولعله قال ذلك في هذه القصة الخاصّة، فيوافق رواية مِهْران، وإلا فالظاهر أنه لا حصر في ذلك، والله أعلم.

وأما ما وقع في رواية عطاء، ومجاهد، عن أبي هريرة عند الطبرانيّ في "الأوسط": أنه أُتِي بمكتل فيه عشرون صاعًا فقال: "تصدق بهذا"، وقال قبل ذلك: "تصدق بعشرين صاعًا، أو بتسع عشرة، أو بإحدى وعشرين"، فلا حجة فيه" لما فيه من الشكّ، ولأنه من رواية ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف، وقد اضطَرَب فيه، وفي الإسناد إليه مع ذلك مَن لا يُحتَجّ به، ذكره في "الفتح"، وهو تحقيقٌ مفيدٌ جدًّا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٥٩٦] ( … ) - (حَدَّثَنَا إِسحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَ رِوَايَةِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، وَقَالَ: بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، وَهُوَ اَلزِّنْبِيلُ (١)، وَلَمْ يَذْكُرْ: فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ).

رجال هذا الإسناد: أربعة:

١ - (إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ) ابن راهويه، تقدّم قبل باب.

٢ - (جَرِيرُ) بن عبد الحميد، تقدّم أيضًا قبل باب.

٣ - (مَنْصُورُ) بن المعتمر، تقدّم أيضًا قبل باب.

و"الزهريّ" ذُكر قبله.

وقوله: (بِهَذَا الإِسْنَادِ) أي بإسناد الزهريّ المذكور قبل هذا، وهو: عن حُميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.

وقوله: (وَقَالَ: بِعَرَق فِيهِ تَمْرٌ) فاعل "قال" ضمير منصور.

وقوله: (وَهُوَ الزِّنْبِيلُ) تقدّم أنه بكسر الزاي، بعدها نون، وفي نسخة: "وهو الزَّبِيل" بإسقاط النون، وعليه فتكون الزاي مفتوحة.

[تنبيه]: رواية منصور، عن الزهريّ هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في "صحيحه"، فقال:


(١) وفي نسخة: "وهو الزَّبيلُ".