حتى أَبُو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتُّخَمَة لا يحصل للصائم الفضل المذكور، لكن المدار في هذه الأشياء على الداعي القويّ الذي يدور معه الفعل وجودًا وعدمًا، ولا شكّ أن من لم يَعْرِض في خاطره شهوة شيء من الأشياء طول نهاره إلى أن أفطر ليس هو في الفضل كمن عرض له ذلك، فجاهد نفسه في تركه.
والحديث متّفقٌ عليه، وتمام شرح الحديث، وبيان مسائله تقدّمت، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج والله رحمه الله المذكور أولَ الكتاب قال:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ) بن غزوان الضّبّيّ مولاهم، أبو عبد الرحمن الكوفيّ، ثقةٌ رُمي بالتشيّع [٩](ت ١٩٥)(ع) تقدم في "الإيمان" ٦٣/ ٣٥٨.
٢ - (أَبُو سِنَانٍ) الشيبانيّ الأكبر، ضِرَار بن مُرّة الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ [٦](ت ١٣٢)(بخ م مد ت س) تقدم في "الجنائز" ٣٤/ ٢٢٦٠.
[تنبيه]: ولهم أبو سنان الشيباني الأصغر، واسمه سعيد بن سنان الْبُرْجميّ الكوفيّ، نزيل الريّ، تقدّم في "المساجد ومواضع الصلاة" ١٨/ ١٢٦٧.
٣ - (أَبُو سعيد) سعد بن مالك بن سنان الخدريّ -رضي الله عنه-، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا قبله.
وقوله:(إِذَا أفطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ اللهَ فَرِحَ) قال العلماء -رحمهم الله تعالى-: أما فرحته عند لقاء ربه فبما يراه من جزائه، وتذكّر نعمة الله تعالى عليه بتوفيقه لذلك، وأما عند فطره فسببها تمام عبادته، وسلامتها من