للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الإغلاق، قال الجوهريّ: أَغلَقت الباب، فهو مُغْلَق، والاسم: الغَلْق، ويقال: غَلَقتُ البابَ غَلْقًا. انتهى.

وقال الفيّوميّ: وأغلقتُ البابَ بالألف: أوثقته بالْغَلَق -بفتحتين (١)، وغلّقته بالتشديد مبالغة وتكثيرٌ، وانغلق ضدّ انفتح، وغَلَقته، من باب ضرب لغةٌ قليلةٌ، حكاها ابن دُريد عن أبي زيد. انتهى (٢).

وقوله أيضًا: (فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ) قال النوويّ رحمه الله هكذا وقع في بعض الأصول: "فإذا دخل آخرهم"، وفي بعضها: "فإذا دخل أولهم"، قال القاضي وغيره: وهو وَهَمٌ، والصواب: "آخرهم". انتهى.

وقال في "الفتح": وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"، وأبو نعيم في "مستخرجيه" معًا من طريقه، وكذا أخرجه الإسماعيليّ، والْجَوْزقيّ من طرُق، عن خالد بن مخلد، وكذا أخرجه النسائيّ، وابن خزيمة، من طريق سعيد بن عبد الرحمن وغيره، وزاد فيه: "من دَخَلَ شَرِب، ومن شَرِب لا يَظْمَأ أبدًا"، وللترمذيّ، من طريق هشام بن سعد، عن أبي حازم نحوه، وزاد: "ومن دخله لم يظما أبدًا"، ونحوه للنسائيّ، والإسماعيليّ، من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، لكنه وقفه، وهو مرفوع قطعًا؛ لأن مثله لا مجال للرأي فيه. انتهى (٣).

وقوله: (فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ") القياس "فلا يدخل "؛ لأن "لم يدخل" للماضي، ولكنه عَطْفٌ على قوله: "لا يدخل"، فيكون في حكم المستقبل. انتهى (٤).

وإنما أعاده بعد قوله: "لا يدخل معهم غيرهم" تأكيدًا.

وقال الحافظ زين الدين العراقيّ رحمه الله: وقد استَشْكَل بعضهم الجمع بين حديث باب الريان، وبين الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم من حديث


(١) "الْغَلَقُ " بفتحتين: المفتاح، جمعه أَغلاق بالفتح، مثلُ سعبب وأسباب، أفاده في "المصباح" ٢/ ٤٥١.
(٢) "المصباح المنير" ٢/ ٤٥١.
(٣) "الفتح" ٥/ ٢٢٦.
(٤) "عمدة القاري" ١٠/ ٢٦٣.