للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (صَوْمُ ثَلَاثَةٍ (١) مِنْ كُلِّ شَهْرٍ) وفي نسخة: "صوم ثلاثة أيام … إلخ" وقوله: (وَسُئِلَ عَن صَوْم يَوْمِ عَرَفَةَ) السائل هنا وفيما بعده هو عمر - رضي الله عنه -، كما بيّنته رواية يزيد العطّار الآتية في رواية البيهقيّ، فتنبّه.

وقوله: (وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ رِوَايَةِ شُعْبَةَ) وفي نسخة: "في رواية شعبة" بـ "في".

وقوله: (فَسَكَتْنَا عَن ذِكْرِ الْخَمِيسِ؛ لَمَّا نُرَاهُ وَهْماً) قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: ضَبَطُوا "نُرَاهُ" بفتح النون، وضمّها وهما صحيحان، قال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: إنما تركه، وسكت عنه؛ لقوله: "فيه وُلدتُ، وفيه بُعِثت، أو أنزل عليّ"، وهذا إنما هو في يوم الاثنين، كما جاء في الروايات الباقيات يوم الاثنين دون ذكر الخميس، فلما كان في رواية شعبة ذكر الخميس تركه مسلم؛ لأنه رآه وَهَماً.

قال القاضي: وَيحْتَمِل صحة رواية شعبة، ويرجع الوصف بالولادة والإنزال إلى الاثنين دون الخميس، قال النوويّ: وهذا الذي قاله القاضي متعين، والله أعلم. انتهى (٢).

[تنبيه]: رواية شعبة التي فيها ذكر الخميس ساقها أبو عوانة -رَحِمَهُ اللهُ- في "مسنده" (٢/ ٢٢٩) فقال:

(٢٩٤٩) - حدّثنا الصاغانيّ، حدّثنا رَوْح بن عُبادة، حدّثنا شعبة، قال: سمعت غيلان بن جرير يحدِّث عن عبد الله بن مَعْبد الزِّمّانيّ، عن أبي قتادة - قلت: الأنصاريّ؟، قال: الأنصاريّ - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صومه، فغضب، فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: رضينا بالله ربّا، وبالإسلام ديناً، قال شعبة وأحسبه قال: وبمحمد رسولاً، قال: فسئل عمن صام الدهر، فقال: "لا صام ولا أفطر"، أو: "ما صام وما أفطر"، قال: وسئل عن صوم يومين، وإفطار يوم، قال: "ومن يُطِيق ذلك؟ "، قال: وسئل عن صوم يوم، وإفطار يوم، قال: "ذاك صوم أخي داود" قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس، قال: "ذاك يوم وُلدت فيه، ويوم بعثت فيه، وبوم أنزل عليّ فيه"، ثم قال:


(١) وفي نسخة: "صوم ثلاثة أيام".
(٢) "شرح النوويّ" ٨/ ٥١ - ٥٢.