للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[تنبيه]: ذكر في هذا الحديث أن سبب نسيانه - صلى الله عليه وسلم - للية القدر هو إيقاظ بعض أهله، وذكر في "صحيح البخاريّ" من حديث عبادة بن الصامت أن سببه تلاحي رجلين، وسيأتي هذا عند المصنّف من رواية أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدريّ بلفظ: "فجاء رجلان يختصمان، معهما الشيطان"، ونحوه في حديث الفَلَتان عند ابن إسحاق، وزاد: "أنه لقيهما عند سُدَّة المسجد، فحَجَزَ بينهما"، فاتَّفَق حديثا عبادة وأبي سعيد - رضي الله عنهما - على سبب النسيان، بخلاف حديث أبي هريرة هذا، فإنه مغايرٌ لهما.

ووجه الجمع - كما قال في "الفتح" - إما أن يُحْمَل على التعدد، بأن تكون الرؤيا في حديث أبي هريرة منامًا، فيكون سبب النسيان الإيقاظ، وأن تكون الرؤية في حديث غيره في اليقظة، فيكون سبب النسيان ما ذُكِر من المخاصمة، أو يُحْمَل على اتّحاد القصة، ويكون النسيان وقع مرتين عن سببين، وَيحْتَمِل أن يكون المعنى أيقظني بعض أهلي، فسمعت تَلاحِي الرجلين، فقُمت لأَحْجُز بينهما، فنسيتها؛ للاشتغال بهما.

وقد رَوَى عبد الرزاق من مرسل سعيد بن المسيِّب أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بليلة القدر؟ " قالوا: بلي، فسكت ساعةً، ثم قال: "لقد قلت لكم، وأنا أعلمها، ثم أُنسيتها"، فلم يذكر سبب النسيان، وهو مما يُقَوِّي الحمل على التعدد. انتهى (١).

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة هذا من أفراد المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٤٢/ ٢٧٦٨] (١١٦٨)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٣٣٩٢ و ٣٣٩٣)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٢١٩٧)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (٣/ ٢٤٦)، و (الدارميّ) في "سننه" (٢/ ٤٤)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (٤/ ٣٠٧)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.


(١) "الفتح" ٤/ ٢٦٨.