أخرج له الجماعة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط برقم (١١٩٣) و (١٧٤٥) وكرّره ثلاث مرّات، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف - رحمه الله -.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو داود، وابن ماجه.
٣ - (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، غير شيخه، فنيسابوريّ، وقد دخل المدينة.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية صحابيّ، عن صحابيّ، وتابعيّ، عن تابعيّ.
٥ - (ومنها): أن فيه عبيد الله بن عبد الله أحد الفقهاء السبعة المشهورين في المدينة.
٦ - (ومنها): أن صحابيّه - رضي الله عنه - من المقلّين من الرواية، فليس له في الكتب الستّة إلا ثلاثة أحاديث: هذا عنهم إلا أبا داود، وحديث:"سئل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذراريّ المشركين يُبيّتون. . ." عندهم جميعًا، وحديث:"لا حمى إلا لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -" عند البخاريّ، وأبي داود، والنسائيّ في "الكبرى"، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) قال في "الفتح": لم يُختَلف على مالك في سياقه معنعنًا، وأنه من مسند الصعب - رضي الله عنه -، إلا ما وقع في "موطأ ابن وهب"، فإنه قال في روايته:"عن ابن عباس، أن الصعب بن جثّامة أهدى"، فجعله من مسند ابن عبّاس. نبّه على ذلك الدارقطنيّ في "الموطّآت"، وكذا أخرجه مسلم من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:"أهدى الصعب"، والمحفوظ في حديث مالك الأول، وللبخاريّ في "كتاب الهبة" من طريق شعيب، عن الزهريّ، قال:"أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن ابن عباس أخبره، أنه سمع الصعب - وكان من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - يخبر أنه أهدى. . ."(عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بْنِ عُتْبَةَ بن مسعود (عَن ابْنِ عَبَّاسٍ) - رضي الله عنهما - (عَنِ الصَّعْبِ) بفتح الصاد،