للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منصرف؛ للعلمية والتأنيث. انتهى (١).

وقولها: (حِضْتُ) بكسر الحاء؛ لأنه من حاض يحيض، كبِعْتُ، من باع يبيع، فأصله حَيَضْتُ، قلبت الياء ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، فصار حَضْتُ بالفتح، ثم أُبدلت الفتحة كسرة؛ لتدل على الياء المحذوفة، قاله في "العمدة" (٢).

وقولها: (فَقَالَ: "أَنَفِسْتِ؟ ") - بفتح النون وكسر الفاء، أو بضم النون وكسر الفاء؛ أي: أحضت، والهمزة للاستفهام.

وقوله: ("إِنَّ هَذَا شَيْءٌ) وفي رواية "أمرٌ"، والإشارة إلى الحيض، والأمر بمعنى الشأن.

وقوله: (كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ) أي: الحيض أمر أثبته الله - عَزَّ وَجَلَّ - على النساء، من أولاد آدم، أراد - صلى الله عليه وسلم - بهذا تسلية عائشة - رضي الله عنه - حيث إنها بكت، كالْمُقَصِّرة في ذلك، فكأنه يقول لها: لا تقصير منك؛ لأنه مما كتبه الله على النساء كلهن، فلا لوم عليك.

[فإن قيل]: هذا الحديث يعارضه ما أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح، عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال: "كان الرجال والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعًا، فكانت المرأة تتشرف للرجل، فألقى الله عليهن الحيض، ومنعهن المساجد"، فإنه يدل على أن ابتداء الحيض من بني إسرائيل، وحديث الباب يدل على أنه على بنات آدم عمومًا.

[أجيب]: بأنه لا تعارض بينهما، فإن نساء بني إسرائيل من بنات آدم فيكون قوله: "على بنات آدم" عامًّا أريد به الخصوص، قاله الداوديّ.

وقال الحافظ: ويمكن الجمع مع القول بالتعميم بأن الذي أُلقيَ على نساء بني إسرائيل طول مكثه بهن عقوبةً لهن، لا ابتداء وجوده.

وقد روى ابن جرير وغيره، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى في قصة إبراهيم: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ} [هود: ٧١]؛ أي: حاضت، والقصة متقدمة على بني إسرائيل بلا ريب.


(١) "عمدة القاري" ٣/ ٢٥٧.
(٢) "عمدة القاري" ٣/ ٢٥٧.