للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو عبيد: القصواء المقطوعة الأذن عرضًا، والمخضرمة المستأصلة، والعضباء المقطوعة النصف فما فوقه.

وقال الخليل: المخضرمة مقطوعة الواحدة، والعضباء مشقوقة الأذن.

قال الحربيّ: فالحديث يدلّ على أن العضباء اسم لها، وإن كانت عضباء الأذن، فقد جُعِل اسمها. انتهى كلام القاضي - رَحِمَهُ اللهُ -.

وقال محمد بن إبراهيم التيميّ التابعيّ وغيره: إن العضباء، والقصواء، والجدعاء اسم لناقة واحدة، كانت لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. انتهى (١).

وقال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "المجموع": "القَصْواء" - بفتح القاف، وإسكان الصاد، وبالمدّ - قال أهل اللغة: يقال: شاة قصواء، وناقة قصواء: إذا قُطِع من أذنها شيءٌ لا يجاوز الربع، فإن جاوز فهي عضباء، قال العلماء: ولم تكن ناقة النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقطوعًا من أذنها شيءٌ، قال صاحب المطالع: قال الدراوريّ: إنما قيل لها: القصواء؛ لأنَّها كانت لا تكاد تُسْبَقُ، قال الجوهريّ: يقال: شاة قصواء، وناقة قصواء، ولا يقال: جَمَلٌ أقصى، وإنما يقال: مَقْصُوّ، ومَقْصِيٌّ، كما يقال: امرأة حسناء، ولا يقال: رجل أحسن، وكان يقال لهذه الناقة: القصواء، والقصي، والجدعاء، قال العلماء: هي اسم لناقة واحدة، وقيل: هي ثلاثٌ، والله أعلم. انتهى (٢).

[تنبيه]: عقد الحافظ العراقي - رَحِمَهُ اللهُ - في "ألفيّة السيرة" بابًا في بيان جِماله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقال: "باب ذكر لقاحه، وجِماله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ":

كَانَتْ لَهُ لِقَاحٌ … الْحِنَاءُ عُرَيِّسٌ بَغُومٌ السَّمْرَاءُ

بُرْدَةُ وَالْمَرْوَةُ وَالسَّعْدِيَّةُ … حَفَدَةٌ مَهْرَةُ وَالْيُسَيْرَةُ

رَيَّاءُ وَالشَّقْرَاءُ وَالصَّهْبَاءُ … عَضْبَاء وَجَدْعَاءُ هُمَا الْقَصْوَاءُ

وَغَيْرُهُنَّ وَالْجِمَالُ الثَّعْلَبُ … وَجَمَلٌ أَحْمَرُ وَالْمُكْتَسَبُ

غَنِمَهُ فِي يَوْمِ بَدْرٍ مِنْ أَبِي … جَهْل فَأهْدَاهُ إِلَى الْبَيْتِ النَّبِيّ

فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ أيْ مِنْ فِضَّةِ … غَاظَ بِهِ كُفَّارَ أَهْلِ مَكَّةِ

(حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ) بفتح الموحدة، وسكون التحتانيّة:


(١) "شرح النوويّ" ٨/ ١٧٣.
(٢) "المجموع شرح المهذّب" ٨/ ١١٩.