للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يصلي، وفي رواية البخاريّ ذكر إبراهيم، وفي أخرى لمسلم ذكر يونس (١).

وقد ثبتٌ في أحاديث كثيرة نزول عيسى - عَلَيْهِ السَّلَامْ - في آخر الزمان، وفي حديث النَّوّاس بن سمعان - رضي الله عنه - عن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين ذكر الدجال، وذكر مكثه في الأرض، ثم قال: "ينزل عيسى - عَلَيْهِ السَّلَامْ - عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق، فيطلبه، فيدركه بباب لُدّ، فيقتله". رواه مسلم.

وفي "الصحيحين" من حديث الزهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حَكَمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية"، ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية (٢).

وأخرج أبو داود، وصححه ابن حبّان عن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الأنبياء كلهم إخوةٌ لعلات، أمهاتهم شتي، ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، إنه ليس بيني وبينه نبيّ، وإنه نازل؛ إذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوعٌ، إلى الحمرة والبياض، بين ممصرين (٣) كأن رأسه يقطر، وإن لَمْ يصبه بللٌ، فيقاتل الناس على الإسلام، فيدُقّ الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويُهلك الله في زمانه الملل كلها إلَّا الإسلام، ويهلك المسيح الدجال، وتقع الأَمَنَةُ في الأرض، حتى ترتع الأسد مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات، لا تضرهم، فيمكث في الأرض أربعين سنة، ثم يُتَوَفَّي، فيصلي عليه المسلمون، صلوات الله عليه". انتهى (٤).

وروى عبد الله بن نافع الصائغ صاحب مالك، عن عثمان بن الضحاك بن عثمان الأسديّ، عن محمد بن يوسف، عن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن


(١) راجع: "مرقاة المفاتيح" ٥/ ٤٢٠.
(٢) راجع: "التمهيد لابن عبد البر" ١٤/ ٢٠٢، ٢٠٣.
(٣) أي فيهما صفرة خفيفة.
(٤) اللفظ لابن حبّان في "صحيحه" ١٥/ ٢٣٣.