للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

هي الكَوم (١) الصغير.

وفي رواية للبخاريّ، من رواية مسدد، عن يحيى القطّان: "أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل مكة من كداء، من الثنيّة العليا … "، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: "أن النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل عام الفتح من كَدَاء، من أعلى مكة، وخرج من كُدًى".

قال في "الفتح": "كَداء" بفتح الكاف، والمدّ، قال أبو عبيد: لا يصرف، وهذه الثنية هي التي يُنزل منها إلى الْمَعْلَى مقبرة أهل مكة، وهي التي يقال لها: الْحَجُون - بفتح المهملة، وضمّ الجيم - وكانت صعبة المرتقي، فسهّلها معاوية، ثم عبد الملك، ثم المهديّ، على ما ذكره الأزرقيّ، ثم سُهِّل في عصرنا هذا منها سنة (٨١١ هـ) موضعٌ، ثم سهّلت كلها في زمن سلطان مصر الملك المؤيّد في حدود (٨٢٠ هـ). وكلّ عقبة في جبل، أو طريق عال فيه تسمّى ثنيّة.

قال: "وكُدًى" بضم الكاف، مقصور، وهو عند باب الشُّبيكة بقرب شِعب الشاميين من ناحية قُعَيقعان، وكان بناء هذا الباب عليها في القرن السابع. انتهى.

وقال أيضًا: قال عياض، والقرطبيّ، وغيرهما: اختلف في ضبط كداء، وكُدًى، فالأكثر على أن العُليا بالفتح والمدّ، والسفلى بالضمّ والقصر، وقيل: بالعكس، قال النوويّ: وهو غلط.

وقال القرطبي - رَحِمَهُ اللهُ - بعد ذكر ما تقدّم: وأما اللغويّون، فقال أبو عليّ القالي: كداء ممدودًا: جبل بمكة، قال الشاعر [من الخفيف]:

أَقْفَرَتْ بَعْدَ عَبْدِ شَمْسٍ كَدَاءُ … فَكُدَيٌّ فَالرُّكْنُ فَالْبَطْحَاءُ

وقال غيره: كدي: جبلٌ قريب من كَداء، وقال الخليل: كداء وكُدَيّ بالضمّ وتشديد الياء: جبلان بمكة، الأعلى منهما بالمدّ، وقال غيره: كُدى مضموم مقصور بأسفل مكة؛ والمشدّد لمن خرج إلى اليمن، وليس من طريق النبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. انتهى (٢).


= والمطرُ القويّ أيضًا، جمعها في الكلّ؛ هِضَابٌ، مثلُ كَلْبةٍ وكِلابٍ. انتهى. "المصباح" ٢/ ٦٣٨.
(١) بفتح الكاف وضمّها: القطعة من التراب وغيره.
(٢) "المفهم ٣/ ٣٧٠، ٣٧١.