للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: (يَدَعُ) أي: يترك.

وقوله: (عَشْرَةَ أَذْرُعٍ) قال النوويّ رحمهُ اللهُ: كذا في بعض النسخ، وفي بعضها: "عشر" بحذف الهاء، وهما لغتان في الذراع: التذكير، والتأنيث، وهو الأفصح الأشهر. انتهى (١).

[تنبيهات]:

[الأول]: أخرج البخاريّ رحمهُ اللهُ حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا من طريق موسى بن عقبة، عن نافع مطوّلًا في "كتاب الصلاة"، فقال:

(٤٨٣) - حدّثنا محمد بن أبي بكر المقدميّ، قال: حدّثنا فُضيل بن سليمان، قال: حدّثنا موسى بن عقبة، قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق، فيصلي فيها، ويحدِّث أن أباه كان يصلي فيها، وأنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي في تلك الأمكنة.

وحدّثني نافع، عن ابن عمر، أنه كان يصلي في تلك الأمكنة، وسألت سالِمًا، فلا أعلمه إلا وافق نافعًا في الأمكنة كلها، إلا أنهما اختلفا في مسجد بشَرَف الرَّوْحاء.

(٤٨٤) - حدّثنا إبراهيم بن المنذر الْحِزَاميّ، قال: حدّثنا أنس بن عياض، قال: حدّثنا موسى بن عقبة، عن نافع، أن عبد الله بن عمر أخبره: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينزل بذي الحليفة حين يعتمر، وفي حجته حين حجّ تحت سمرة، في موضع المسجد الذي بذي الحليفة، وكان إذا رجع من غزو كان في تلك الطريق، أو حجّ، أو عمرة هَبَط من بطن واد، فإذا ظهر من بطن وادٍ، أناخ بالبطحاء التي على شَفِير الوادي الشرقية، فعَرَّس ثَمَّ حتى يصبح، ليس عند المسجد الذي بحجارة، ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثَمَّ خَلِيج (٢)، يصلي عبد الله عنده، في بطنه كُثُب (٣) كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثَمّ يصلي، فَدَحا (٤)


(١) "شرح النوويّ" ٩/ ٦.
(٢) الخليج: وادٍ له عُمق، قاله في "الفتح" ٢/ ٢٣٢.
(٣) بضمتين جمع كثيب: وهو الرمل المجتمع.
(٤) أي دفع.