النبيّ - صلى الله عليه وسلم - … "، و (٢١٦٣): "إذا سلّم عليكم أهل الكتاب … "، و (٢٦٣١): "من عال جاريتين … "، و (٢٦٤٦): "إن الله عز وجل قد وكّل بالرحم ملكًا … ".
٥ - (أنس) بن مالك الصحابيّ الشهير - رضي الله عنه - تقدم في "المقدمة" ٢/ ٣، والله تعالى أعلم.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من خماسيّات المصنّف، وفيه التحديث، والإخبار، والعنعنة.
٢ - (ومنها): أنه مسلسلٌ بثقات البصريين، كالسند الآتي، وكذا ما قبله، قال النوويّ رحمه الله تعالى: وأما الإسنادان اللذان ذكرهما - يعني: هذا، وما بعده - فهما بصريون كلُّهُم من أولهما إلى آخرهما، إلا أن شعبة واسطيّ بصريّ، فلا يقدح هذا في كونهما بصريين، وهذا من الطرف المستحسنة، وقد تقدّم في الباب الذي قبل هذا نظيرهما في الكوفيين. انتهى (١).
٣ - (ومنها): أنه قد قدّمنا فائدة قوله: "وهو ابن الحارث"، ولم يقل: "خالد بن الحارث"، وهو أنه إنما سَمِعَ في الرواية "خالدًا"، ولخالد مشاركون في اسمه، فأراد أن يُمَيِّزه لمن يحدّثهم، ولا يجوز له أن يقول: حدثنا خالد بن الحارث؛ لأنه يصير كاذبًا على شيخه، حيث لم يَقُل له ذلك، وإنما قال: حدّثنا خالدٌ، فَعَدَل إلى زيادة قوله: "وهو ابن الحارث"؛ لتحصل الفائدة بالتميز، والسلامة من الكذب.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية الراوي عن جدّه، وهو عبيد الله بن أبي بكر عن جدّه أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
٥ - (ومنها): أن أنسًا - رضي الله عنه - أحد المكثرين السبعة، روى (٢٢٨٦) حديثًا، وهو المشهور بخدمة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، خدمه عشر سنين، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة - رضي الله عنهم -، ومن المعمّرين منهم، مات سنة (٢) أو (٩٣)، وقد جاوز المائة.
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: أما شرح الحديث فسيأتي في الذي بعده، وإنما أخرته إليه؛ لكونه أتمّ من هذا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.