للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وللحاجّ نَفْران، فالأول هو اليوم الثاني من أيّام التشريق، والنَّفْرُ الثاني هو اليوم الثالث منها. انتهى (١). (بِالْحَصْبَةِ) متعلّق بـ "يُصلّي"، وهو بفتح الحاء، وسكون الصاد المهملتين: هي المحصّب، قال النوويّ رحمه الله: الْمُحَصَّب -بفتح الحاء والصاد المهملتين- والحصبة -بفتح الحاء، وإسكان الصاد- والأبطح، والبطحاء، وخَيف بني كنانة اسم لشيء واحد، وأصل الخيف: كل ما انحدر عن الجبل، وارتفع عن المسيل. انتهى (٢).

(قَالَ نَافِعٌ: قَدْ حَصَّبَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-) أي نزل المحصّب (وَالْخُلَفَاءُ بَعْدَهُ) هذه الرواية ظاهرة في أن قوله: "حصّب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- … إلخ"، مرسل، ورواية أيوب السابقة صريحة في كونه متّصلًا؛ لأنه قال: "عن ابن عمر أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- … إلخ"، وقد أخرج البخاريّ الرواية المرسلة من طريق خالد بن الحارث، فقال: "حدّثنا عبد الله بن عبد الوهّاب، حدّثنا خالد بن الحارث، قال: سُئل عبيد الله عن المحصّب، فحدّثنا عبيد الله عن نافع، قال: نزل بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعمر، وابن عمر -رضي الله عنهما-". انتهى.

قال في "الفتح": قوله: "نزل بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- … إلخ" هو عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- مرسلٌ، وعن عمر منقطع، وعن ابن عمر موصولٌ، وَيحْتَمِل أن يكون نافع سمع ذلك من ابن عمر، فيكون الجميع موصولًا. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- هذا من أفراد المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٥٦/ ٣١٦٨ و ٣١٦٩] (١٣١٠)، و (الترمذيّ) في "الحجّ" (٩٢١)، و (ابن ماجه) في "المناسك" (٣٠٦٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٨٩ و ١٣٨)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (٢٩٩٠ و ٢٩٩٣)، و (أبو نعيم)


(١) "المصباح المنير" ٢/ ٦١٧.
(٢) "شرح النوويّ" ٩/ ٥٩.
(٣) "الفتح" ٤/ ٧٢٧.