للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النوويّ رحمه اللهُ: "إمّا لا" بكسر الهمزة، وفتح اللام، وبالإمالة الخفيفة، هذا هو الصواب المشهور، وقال القاضي عياض: ضبطه الطبريّ، والأصيليّ: "إِمّا لِي" بكسر اللام، قال: والمعروف في كلام العرب فتحها، إلا أن تكون على لغة من يميل.

وقال المازريّ: قال ابن الأنباريّ: قولهم: "افعل هذا إما لا" فمعناه: افعل كذا وكذا، إن كنت لا تفعل غيره، فدَخَلت "ما" زائدة على "إن"، كما قال الله تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} [مريم: ٢٦]، فاكتَفَوْا بـ "لا" عن الفعل، كما تقول العرب: إن زارك فزره، وإلا فلا. انتهى (١).

وقال ابن الأثير رحمه اللهُ: في "النهاية": "إمّا لا" هذه الكلمة تَرِد في المحاورات كثيرًا، وقد جاءت في غير موضع من الحديث، وأصلها "إن"، و"ما"، و"لا"، فأُدغمت النون في الميم، و"ما" زائدة في اللفظ، لا حكم لها، وقد أمالت العرب "لا" إمالةً خفيفةً، قال: والعوام يشبعون إمالتها، فتصير ألفها ياء، وهو خطأ، ومعناه: إن لم تفعل هذا، فليكن هذا. انتهى (٢). وقوله: (فَسَلْ) وفي نسخة: "فاسأل"، وهما فعلا أمر، قال الفيّوميّ في مادّة "سأل" ما نصّه: والأمر من سأل اسأل بهمزة وصل، فإن كان معه واو جاز الهمز؛ لأنه الأصل، وجاز الحذف؛ للتخفيف، نحو: واسألوا، وسَلُوا، وفيه لغة سال يسال، من باب خاف، والأمر من هذه: سَلْ، وفي المثنّى والمجموع: سَلَا، وسَلُوا على غير قياس - أي لأن القياس يقتضي أن يقال: سالا، وسالوا، كخافا، وخافوا. انتهى (٣).

وقوله: (فُلَانَةَ الْأنصَارِيَّةَ) قد تبيّن بما سبق من الروايات أنها أم سليم الأنصاريّة والدة أنس -رضي الله عنها-.

(هَلْ أَمَرَهَا بِذَلِكَ) أي بأن تنفر قبل أن تطوف للوداع (رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ) طاوس (فَرَجَعَ زيدُ بْنُ ثَابِتٍ) -رضي الله عنه- أي بعدما سأل فلانة الأنصاريّة (إِلَى


(١) راجع: إكمال المعلم" ٤/ ٤١٧، و"شرح النوويّ" ٩/ ٧٩، ٨٠.
(٢) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٧٢.
(٣) "المصباح المنير" ١/ ٢٩٧.