للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال في (١٦٥): واتّفقا أيضًا، فأخرجا حديث ابن جريج، عن الزهريّ، عن سليمان بن يسار، عن ابن عبّاس، عن أخيه الفضل حديث الخثعميّة، البخاريّ عن أبي عاصم، ومسلم عن عليّ بن خَشْرَم، عن عيسى، عن ابن جريج، قالا جميعًا: عن الزهريّ، وقد أوقفه معمرٌ، والأوزاعيّ، فلم يُخرجاه عنهما، فأما الحديث الذي أخرجاه عن ابن جريج، فإن حجّاجًا قال فيه: عن ابن جريج: حُدِّثتُ عن الزهريّ، وأما مالك، ومن تابعه، فلا يذكرون عن الفضل، إنما قالوا: كان الفضل رديف النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فصارت روايتهم من مسند عبد الله بن عبّاس، حدّثناه النيسابوريّ، عن ابن رجاء، عن حجّاج، عن ابن جُريج، حُدِّثتُ عن الزهريّ. انتهى.

قال الحافظ -رحمه الله-: الحديث مُخَرَّج عندهما من رواية مالك وغيره عن الزهريّ، فليس الاعتماد فيه على ابن جريج وحده، مع أن حجّاجًا لم يتابع على هذا السياق، إلا أنه حافظ، وابن جريج مدلِّسٌ، فَتُعْتَمَد رواية حجاج إلى أن يوجد من رواية غيره عن ابن جريج مُصَرَّحًا فيه بالسماع من الزهريّ، فإني لم أره من حديثه إلا معنعنًا، والله أعلم. انتهى كلام الحافظ رحمه الله (١).

قال الجامع عفا الله عنه: حاصل ما أشار إليه الحافظ رحمه الله من الجواب أن الحديث صحيح من مسند ابن عبّاس -رضي الله عنهما-، كما رواه مالك وغيره، فالاعتماد على هذا الوجه، وأما رواية ابن جريج، فليس الاعتماد عليها؛ لِما ذكره الدارقطنيّ، فإن وُجد طريق صرّح فيها ابن جريج بالسماع عن الزهريّ، فذاك، وإلا فلا اعتماد عليها، والله تعالى أعلم بالصواب.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث الفضل بن عبّاس -رضي الله عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [٦٨/ ٣٢٥٣] (١٣٣٥)، و (البخاريّ) في "الحجّ" (١٨٥٣ و ١٨٥٤) و"الاستئذان" (٦٢٢٨)، و (الترمذيّ) في "الحجّ" (٩٢٨)،


(١) "هدي الساري" ص ٥٢٠.