أخرجه (المصنّف) هنا [٧٢/ ٣٢٧٦](١٣٤٢)، و (أبو داود) في "الجهاد"(٢٥٩٩)، و (الترمذيّ) في "الدعوات"(٣٤٤٧)، و (النسائيّ) في "الكبرى"(٤/ ٤٦٠ و ٥/ ٢٤٨ - ٢٤٩) و"عمل اليوم والليلة"(٥٤٨)، و (أحمد) في "مسنده"(٢/ ١٤٤ و ١٥٠)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٢٥٤٢)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"(٢٦٩٥ و ٢٦٩٦)، و (الدارميّ) في "سننه"(٢/ ٢٨٥)، و (الحاكم) في "مستدركه"(٢/ ٢٥٤)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه"(٤/ ١٦ - ١٧)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان استحباب التكبير ثلاثًا إذا خرج إلى السفر.
٢ - (ومنها): ما قال النوويّ -رَحِمَهُ اللهُ-: وفي الحديث استحباب هذا الذكر عند ابتداء الأسفار كلها، وقد جاءت فيه أذكار كثيرة جمعتها في "كتاب الأذكار"(١).
٣ - (ومنها): أنه ينبغي للعبد أن يكون دائم الالتجاء إلى ربّه سفرًا وحضرًا؛ ليكون في حفظه وكلاءته.
٤ - (ومنها): جواز إطلاق "الصاحب"، و"الخليفة" على الله -سبحانه وتعالى-، وأما قول القرطبيّ: ولا يسمّى الله تعالى بالصاحب، ولا بالخليفة؛ لعدم الإذن، وعدم تكرارهما في الشريعة، ففيه نظر لا يخفى، فما هو الإذن الذي يريده؟ وهل من شرط تسمية الله تعالى تكراره في النصوص؟ هذا مما لا دليل عليه.
والحاصل أن ما صحّ في الأحاديث الصحيحة إطلاقه على الله -سبحانه وتعالى-، كهذا الحديث، فلنا إطلاقه عليه تعالى على المعنى اللائق به تعالى، فتبصّر، ولا تكن أسير التقليد، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل.
٥ - (ومنها): بيان عظم نعم الله -سبحانه وتعالى- على عباده حيث سخّر لهم هذه الدوابّ العظيمة الجسم، والشديدة القوى من الإبل وغيرها حتى انقادت لهم، وخضعت وذلّت، وسَهُل عليهم ركوبها دون مشقّة، وعناء، وتبلِّغهم حيث شاءوا حاملة إياهم، وما يشاءون من أحمالهم، كما قال تعالى: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا